800 عام من العجائب: معرض مغارات الميلاد في دير الأرض المقدسة في واشنطن العاصمة

800 عام من العجائب: معرض مغارات الميلاد في دير الأرض المقدسة في واشنطن العاصمة

يكتسي زمن المجيء هذا العام معنى خاصاً في دير الأرض المقدسة للآباء الفرنسيسكان في العاصمة الأمريكية واشنطن. إذ يصادف عام 2023 الذكرى الـ 800 لأول مغارة ميلاد على الإطلاق، والتي أنشأها القديس فرنسيس الأسيزي في قرية جريتشيو الإيطالية ليلة عيد الميلاد من عام 1223. واحتفالًا بهذا اليوبيل، يستضيف دير الفرنسيسكان معرضًا لمئات النماذج التي تمثل مغارة ميلاد المسيح، تم احضارها من جميع أنحاء العالم. 

المجموعات الموجودة في المعرض

تم افتتاح المعرض في 3 كانون الأول، أي يوم الأحد الأول من زمن المجيء، وسيبقى قائماً حتى 7 كانون الثاني 2024. أما المجموعة الرئيسية من الأعمال التي سيتم عرضها فهي من تصميم زوجين أمريكيين، هما مارغريت وروجر سوليفان، اللذين دفعهما حبهما لهذا التقليد المرتبط بعيد الميلاد إلى إنشاء مجموعتهما الخاصة من الأعمال الفنية. تضم مجموعة مشاهد الميلاد، التي بناها الزوجان بشكل تدريجي على مدى عقود، ما يزيد على 500 مشهدٍ ميلادي (مغارة ميلاد) مستوحاة من كافة أنحاء العالم. وقد غذى شغفهما هذا بمغارة عيد الميلاد، سفرهما المستمر إلى أنحاء مختلفة حول العالم للعمل ولاكتشاف ذات القصة، وذات الشخصيات، التي تم إنتاجها من جديد وبطرق مختلفة في كل ركن من أركان العالم.

يقام هذا المعرض في دير الرهبان الفرنسيسكان منذ عدة سنوات، لكنه قد اكتسب في هذا العام أهمية جديدة، إذ تم إثرائه بأعمال جديدة، بما في ذلك مغارات ميلادية محلية، من صنع أطفال المدارس في أبرشية واشنطن.

سرّ مقدس لجميع الأمم

إن عرض مشاهد الميلاد من جميع أنحاء العالم هو دليل واضح على أهمية تجسد يسوع المسيح لجميع الشعوب. والواقع هو أن تقليد عرض مشاهد ميلاد المسيح، الذي افتتحه القديس فرنسيس لأول مرة قبل ثمانية قرون، قد أصبح الآن عادة لا غنى عنها في بيوت المسيحيين في جميع أنحاء العالم، تبرز خلال موسمي زمن المجيء والميلاد.

ويتجلى سرّ التجسد بشكل مختلف في ثقافة كل مجموعة بشرية، ويتم التعبير عنه فنياً من خلال مغارة الميلاد. وحول هذا المفهوم، ركز الأب رمزي صيداوي، حارس الدير الفرنسيسكاني، عظته التي ألقاها خلال الأحد الأول من زمن المجيء، قبيل افتتاح المعرض.

إن هذا التنوع في تصوير مغارة الميلاد، إنما يعلمنا التعرّف على قصة الله الحي الذي يتحدث إلى جميع الشعوب، والقادر على التحدث بجميع اللغات وعلى الولادة من جديد في كل عيد ميلاد. إنها قصة التجسد الإلهي الذي يستمر في لمس قلوب الجميع. المغارة هي رمز يذكرنا بالعلي القدير الذي جاء إلى العالم في صورة طفل عاجز. إن روعة هذه المفارقة هي التي لمست بقوة نفسَ القديس فرنسيس قبل 800 عام، وهي لا تزال تُدهِشُنا وتُبهِرُنا جميعاً اليوم، ونحن نتعجب من بساطة مغارة الميلاد.

Filippo De Grazia