النور والظلام (LuxTenebra)، يوم دراسي حول جبل طابور ومزار الجتسيمانية

النور والظلام (LuxTenebra)، يوم دراسي حول جبل طابور ومزار الجتسيمانية

النور والظلام، الجبل والوادي، طابور والجتسيمانية. يوم الدراسة في القدس و(عبر الإنترنت)، برعاية "اللجنة العلمية للاحتفال باليوبيل لبازيليكاتي طابور والجتسيمانية"، هو نشاط يتأرجح بين هذين التناقضين. تم تكريس البازيليكا في شهر حزيران قبل مائة عام. في ذلك الوقت، أرسل البابا بيوس الحادي عشر مندوبه، الكاردينال أوريستي جيورجي. واليوم، مع استمرار الحرب، كان على اللجنة أن تستقصي فكرة توجيه دعوة إلى مندوب بابوي واستبدالها بيوم دراسي.

في كلمته الافتتاحية، أكد حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، على أهمية المبادرات ذات الطابع الثقافي في عام اليوبيل هذا، مذكراً بالفوائد الروحية التي تعود على الكنيسة، وخاصة الغفرانات.

النور والظلام

"LuxTenebra"، أي النور والظلام في اللغة اللاتينية، هو عنوان المعرض حول البازيليكاتين القائمتين على جبل طابور وموقع الجتسيمانية، وهو أيضًا موضوع يوم الدراسة هذا. وأكد الأب أليساندرو كونيليو، مدير اللجنة العلمية، في تقديمه، قائلاً: "لقد تم تجسيد هذا التوتر بين النور والظلام من خلال عمل المهندس المعماري أنطونيو بارلوتزي في تنفيذه المشروعين اللذين أسندتهما إليه حراسة الأرض المقدسة". وفي مقال بعنوان "مهندس الله" نُشر في صحيفة "أوسيرفاتوري رومانو" عام 1969، كتبت بيا نيكوديمو، التي كانت تعرف بارلوتزي جيدًا، قالت: "كل من كان قريبًا منه كان بإمكانه أن يدرك ألمه الداخلي في محاولة ترجمة لحظتين متناقضتين من حياة المسيح إلى خطوط معمارية: التجلي على جبل طابور، والنزاع وحده في بستان الزيتون".

"في الأرض المقدسة، يوجد مزار في كل مكان يشهد بدقة إلى سر معين من أسرار حياة المسيح. وهكذا ولدت الرغبة في (...) توظيف الفن للتعبير عن الشعور الذي يثيره هذا السر"، كتب بارلوتزي نفسه في مقاله "الهندسة المعمارية الجديدة لمزارات الأرض المقدسة".

الآثار والتاريخ

ركزت المداخلات الصباحية على الجوانب الأثرية والتاريخية. وقد قدم البروفيسور أوجينيو ألياتا أوراقاً حول الجتسيمانية، بينما تناول جيانانتونيو أورباني موضوع جبل طابور –بمساعدة المواد الفوتوغرافية في ذلك الوقت –. بين كل من المحاضرين للجمهور أهمية الاكتشافات الأثرية الرئيسية التي تمت في المنطقتين، مظهرين كيف أبرز عمل المهندس بارلوتزي أهمية الجانب الأثري رغم أنه كان – كما هو الحال في كلتا البازيليكاتين – قد شرع في عمل جديد تمامًا.

ثم جاء دور مداخلتين تاريخيتين. تحدث الأخ نارسيس كليماس، من خلال الوثائق والمصادر التاريخية، عن الوجود الفرنسيسكاني في هذين المكانين المقدسين، والذي يتم التعبير عنه أحيانًا بقصص ذات نغمة أسطورية، كما في حالة الأمير فخر الدين، الذي كان تبرعه هو أصل الوجود الفرنسيسكاني على جبل طابور. قام بعده البروفيسور جوزيبي بوفون (عبر رابط فيديو) بفحص متعمق لشخصية حارس الأرض المقدسة آنذاك، الأب فرديناندو ديوتالفي، وهو "بنّاءٌ" عظيم ندين له أيضًا بافتتاح معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني (المعهد البيبلي).

الفن والترميم

في فترة ما بعد الظهر، كان هناك مجال لمداخلات متعلقة أكثر بالناحية الفنية. وبعد المساهمة التي قدمها، من زاوية فلسفية، أندريا بيزوزيرو (عبر رابط فيديو) متناولاً قضية "غموض الضوء"، قدم المهندس المعماري فينسينزو زوباردو، أحد أعضاء اللجنة العلمية، مداخلة تقنية. وقد تطرق زوباردو إلى الحلول المعمارية المرتبطة باستخدام الضوء في البازيليكا، متناولاً قصة "اللغز الصغير" في النوافذ الزجاجية الملونة على جبل طابور، والتي عمل عليها بنفسه في مرحلة الترميم قبل حوالي عشر سنوات.

كان المتحدثان الأخيران هما جيان ماريا سيكو سواردو وكارلا بينيلي. كانت عائلة الأول صديقة لبارلوتزي. وقد تحدث عن الفنانين والقوى العاملة التي تعاونت في بناء البازيليكا. أما الفنانة الثانية، التي عملت على ترميم فسيفساء الجتسيمانية بين عامي 2012 و2014، فقد أوضحت كيف تم الترميم، متطرقة إلى أسبابه وإلى مراحل تنفيذه. وفي ختام النهار، قدم معهد مانيفيكات التابع لحراسة الأرض المقدسة حفلاً موسيقيًا يهدف إلى تجسيد ذاك التوتر القائم بين النور والظلام، من خلال الموسيقى.

Marinella Bandini