بيان مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة | Custodia Terrae Sanctae

بيان مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة

عقد مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة في ٨ و٩ تشرين الأول ٢٠١٩ اجتماعه العادي، في المقر المرمَّم حديثًا للمركز المسيحي للاستعلام التابع لحراسة الأراضي المقدسة في القدس. 
رحّب سيادة المطران موسى الحاج بالحاضرين العشرين من دون إغفال الممثلين البابويين وسيادة المطران يوسف متّى، رئيس أساقفة الجليل للروم الملكيين الكاثوليك، والذي يشارك في اجتماعات المجلس للمرة الأولى. وقد دُعي الأعضاء الجدد إلى تقديم الأفكار الجديدة والعمل بحماس من أجل خير الكنيسة. قُدّم الشكر أيضًا لكل من السفير البابوي في الأردن سيادة المطران ألبيرتو أورتيغا مارتن، والذي تم مؤخرًا تعيينه سفيرًا بابويًا في التشيلي، والنائب البطريركي العام للسريان الكاثوليك سيادة المطران غريغوريوس بطرس ملكي، على خدمتهما الراعوية والدبلوماسية وعلى الأخوّة وبساطة الحياة، خلال ٥ و١٧ سنة على الترتيب على مشاركتهما في اجتماعات مجلس رؤساء الكنائس.
احتفل رؤساء الكنائس الكاثوليكية، صباح يوم الأربعاء ٩ تشرين الأول، بالذبيحة الإلهية على الجلجثة في جو روحي كثيف. وعند أقدام الصليب رفع الأساقفة صلواتهم من أجل الذين يعانون في أبرشياتهم وعهدوا بين يديّ الرب جميع صعوباتهم ومخاوفهم: "بين يديك يا رب…".
يمكن تلخيص مواضيع الاجتماع بثلاث جمل: القبول الأخوي، واحترام الآخرين في كرامتهم، وإدراك العيش بطريقة أخرى.
١. القبول الأخوي. عرض الأب رفيق نهرا موضوع التنشئة الشاملة للمهاجرين. تتواجد في الأردن وإسرائيل وقبرص أعداد كبيرة من المهاجرين تبلغ نحو ٢٥٠ ألف شخص نصفهم تقريبًا من المسيحيين. يواجه هؤلاء المهاجرون العديد من المشاكل والتحديات القانونية والاجتماعية والاقتصادية فضلًا عن التعليمية لأطفالهم. كما ويتعرضون أحيانًا إلى العبودية بأشكالها المختلفة ويُرغمون على اللجوء إلى الدعارة كوسيلة لكسب العيش، ناهيك عن طالبي اللجوء الذين، لدى هروبهم من بلدانهم، يجدون أنفسهم عرضة للعنف والاغتصاب والاختطاف.
ينبغي على الكنيسة الكاثوليكية، أي الجامعة في طبيعتها ورسالتها، أن تهذّب عيون وقلوب مؤمنيها، في الرعايا والجماعات الكنسيّة، كي يروا في الآخر صورة الله، وأن يعيشوا كإخوة في المسيح. كما ويُطلَب من مجموعات المهاجرين المسيحيين أن ينفتحوا على ثقافة جديدة من دون أن تعزل أو تنأى بنفسها عنها.
إن هذا القبول يُصبح غنى وفرصة للنمو إذا ما ولّده الإيمان وعززته المحبة الحقيقية وغذّاه الأمل.
٢. احترام الآخرين في كرامتهم. بعد عملية تحضير طويلة، قرأ المجلس نص "قانون السلوكيات" وأجرى التعديلات الأخيرة عليه ليتم تطبيقه في مرافق الحياة والعمل التي تديرها الكنيسة. لكل شخص الحق في الاحترام ومن واجبه احترام الآخر في كرامته. إن أيّ عمل مهين أو كلام مسيء أو محاولة عنف يجب أن يتم حظرها. يجب على مؤسساتنا الأبرشية والرعوية والدينية أن تشع بشهادتها للقيم الإنسانية والدينية التي تحافظ على الكائن البشري وتكفل نموّه.
بمجرد نشره وتعميمه، سيشكل "قانون سلوكيات" الكنيسة الكاثوليكية الأساس لصياغة قانون سلوكيات يتناسب مع جميع المؤسسات الكاثوليكية. لا يمثل هذا الأمر خيارًا بل فرضًا واجبًا.
٣. إدراك العيش بطريقة أخرى. عرض الأب جورج كراج موضوع: "إن جذور العقلية الاكليروسية تكمن في إدعاء الاكتفاء الذاتي. ليست الكنيسة نخبة. العقلية الاكليروسية صورة مشوَّهة للدعوة". إن الانتهاكات بجميع أشكالها وإساءة استخدام السُلطة والسلوكيات المخالفة لدعوتنا ساعدتنا على التفكير في عدم الانسجام في حياتنا. إن الانطلاق من دعوتنا تدفعنا إلى التفكير في انسجام حياتنا الكهنوتية والتأمل في كرامتنا ودعوتنا العماديّة، وفي رسالة الكنيسة التي تتمثل في خدمة الشراكة بين ومع الجميع. كي نعيش بطريقة أخرى لا بد من التساؤل: أين أجد محور حياتي؟
إن الأفكار التي انبثقت من عملية المشاركة ستكون موضوع تأمل خلال اجتماعات تنشئة كهنة الأبرشية والرهبانيات. يتطلب العيش بطريقة أخرى الشجاعة، إلا أنها الطريقة الوحيدة لمصداقيّة شهادتنا.
٤. نظر المجلس في التقرير حول المنهاج الفلسطيني في المدارس. يجد المرء في الكتب المدرسية تأكيدات وإيحاءات يمكن إساءة فهمها ويمكن أن تؤدي إلى التطرف والإقصاء. بما أن ذلك لا يعكس الموقف السياسي لدولة فلسطين، فقد تم إسناد هذه المسألة إلى الأمانة العامة للمدارس المسيحية لمتابعتها.
قرارات
١. يقدم المجلس شكره للأب إياد طوال من أجل خدمته في الأمانة العامة للمدارس المسيحية في القدس وفلسطين. عُيّن الأب جمال خضر أمينًا عامًا جديدًا للمدارس.
٢. تُترك دورات التنشئة الدائمة للاكليروس لمسؤولية كل أسقف أبرشيّ. 
٣. سيتناول الاجتماع العادي المقبل موضوعا له أبعاد لاهوتية وكنسية ورعوية، وهو موضوع قبول المؤمنين غير الكاثوليك للأسرار المقدسة. من منطلق الروح السلاميّة وتجنّب المشاكل، نتغاضى في كثير من الأحيان عن أخطاء جسيمة وغير مقبولة. 
٤. سيعقد الاجتماع المقبل في ١٠ و١١ آذار ٢٠٢٠.

القدس، ١٤ تشرين الأول، ٢٠١٩