حراسة الأراضي المقدسة اليوم: الأب ميشيل، في خدمة بيت عنيا منذ خمس عشرة سنة | Custodia Terrae Sanctae

حراسة الأراضي المقدسة اليوم: الأب ميشيل، في خدمة بيت عنيا منذ خمس عشرة سنة


مرّ 800 عام على وصول الرهبان الفرنسيسكان إلى الشرق الأوسط، وقد تغيرت منذ بداية تلك المغامرة أمور كثيرة. إلا أن إلتزام وتفاني الرهبان في حراسة الأماكن المقدسة وخدمة أهل البلاد، منذ 800 عام، لم تتغير. ولفهم ما هي حراسة الأراضي المقدسة اليوم، علينا الانطلاق منهم ومن تاريخهم هم: فالرهبان يأتون من جميع أنحاء العالم ومن بلدان متنوّعة، ولكل واحد منهم رسالة خاصّة.

الأب ميشيل سرقواه هو راهب فرنسيسكاني من غانا. يخدم منذ خمسة عشر عاماً في الرسالة نفسها: استقبال الحجاج في بيت عنيا. وهو اليوم رئيس الأخوية الفرنسيسكانية المقيمة في بيت عنيا.


لماذا أصبحت راهباً؟
لأن أحد الرهبان الفرنسيسكان جاء يوماً من حراسة الأراضي المقدسة في إجازة إلى غانا وتحدث إلي عن الفرنسيسكان والأرض المقدسة، فأردت أن أصبح مثله. وعندما تحدث إلي عن القديس فرنسيس شعرت بانجذاب إليه. شعرت بالتأثر لرؤية راهب يرتدي ثوبه. كنت قبل ذلك في غانا خادماً للهيكل، كما يحدث مع كثير من الأشخاص الذين يصبحون في اللاحق كهنة. بلدي بلد كاثوليكي، 1% من السكان ينتمون إلى الإسلام، بينما يعتنق 85% منهم الإيمان الكاثوليكي. لدينا في البلاد 24 أبرشية.

كيف كانت مسيرتك منذ أن شعرت بالدعوة؟
وصلت من روما في عام 1997، فبدأت مسيرتي في عين كارم، ثم ذهبت إلى بيت لحم حيث درست لمدة سنتين الفلسفة. وفي عام 2004 وصلت إلى دير المخلص، في القدس، لدراسة اللاهوت.
أرسلتني الحراسة بعد ذلك إلى كنيسة القيامة لمدة عام، أي حتى سنة 2005. ثم أُرسِلتُ من جديد إلى بيت لحم لمدة عام تقريباً، قبل أن أصل إلى بيت عنيا سنة 2007. مضى على وجودي الآن في بيت عنيا خمسة عشر عاماً.

ما هي رسالتك في الأرض المقدسة؟
أنا كاهن، لكنني هنا في بيت عنيا لإستقبال الحجاج خلال النهار. يمر أشخاص كثيرون من هذا المكان وتتاح لي الفرصة بذلك أن أتحدث إليهم، وأتعرف عليهم. أبدأ نهاري صباحاً عند الساعة 7:00، بالقداس الإلهي، ومن ثم أقوم بالخدمة صباحاً وبعد الظهر بالتناوب. نقيم صلاة الغروب عند السادسة مساءاً.

كيف تتلائم رسالتك مع حياتك الفرنسيسكانية؟
رسالتي هي رسالة فرنسيسكانية لأنها رسالة سلام.

ما الذي يبعث يومياً الحياة في رسالتك وحياتك الروحية؟
الصلاة، لأننا نصلي كل يوم ونحتفل بالقداس الإلهي.

هل عيشك في الأرض المقدسة قد غير شيئاً في علاقتك مع الدين؟
العيش في الأرض المقدسة هو ولا شك نعمة كبيرة. تغيير البلد كان مرحلة هامّة، لأن الثقافة هنا تختلف تماماً، وكذلك طريقة العيش. على سبيل المثال، تكتسي بعض الإيماءات في غانا معنى سلبياً، بينما تكتسي ذات الإيماءات في ايطاليا طابعاً شائعاً. وكذلك الأمر بالنسبة لأسلوب التحدث مع الناس. علي إذا الإعتياد على البلد الذي أعيش فيه والثقافات الأخرى والديانات الأخرى. على سبيل المثال، لا وجود في بلدي، غانا، لسائر الطقوس البيزنطية. وكذلك القداس، فهو مختلف أيضاً في غانا.
أما هنا في بيت عنيا، فإننا نسكن بالقرب من جامعٍ، ونلتقي بالمسلمين ونحيي بعضنا بعضاً. كما أنهم يأتون أحياناً إلى كنيستنا.

ما هي أهم مصادر الغنى، والعقبات الرئيسية التي تواجهها في مسيرتك الرهبانية؟
إنّ أكثر ما أحبه هو الإقامة في المزار مع الناس. لكن من أكبر الصعوبات لدي ألا يدخل الزوار إلى المزار. لكننا نرجوا أن تصبح الأمور أفضل شيئاً فشيئاً.

ما هو أكثر ما تحب في شخصية القديس فرنسيس؟
أود القول أنني أحب تواضعه وفقره اللذين يفاجآنني دائماً. يذكّرنا فرنسيس بيسوع الفقير والميت والمصلوب.

هل من رسالة تود أن توجهها لشاب يسعى إلى تمييز دعوته؟
إذا رغب أحد في أن يصبح راهباً، فإن عليه تنمية هذه الرغبة والتحدث عنها. والله سيأتي لعونه.

N.S. - B.G.