حراسة الأراضي المقدسة في كولومبيا | Custodia Terrae Sanctae

حراسة الأراضي المقدسة في كولومبيا

في اطار الاحتفالات التي تحييها حراسة الأراضي المقدسة بمناسبة مرور 800 عام على حج السلام الذي قام به القديس فرنسيس الأسيزي إلى الشرق الأوسط، قام حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، يرافقه منسق العمل بين مفوضي الأرض المقدسة، الأب مارتشيلوتشيشينيلي، بزيارة كولومبيا للمشاركة في العديد من  المناسبات الرعوية والأكاديمية، التي عملت على تحضيرها مفوضية الأرض المقدسة في كولومبيا بالاشتراك مع جامعة القديس بونافنتورا الفرنسيسكانية. 

بدأت الفعاليات التذكارية في السادس عشر من أيلول، باللقاء مع القاصد الرسولي في كولومبيا سيادة المونسينيور لويس ماريانومونتيمايور، للتأكيد بذلك على تعاون الكنيسة الكولومبية مع الأماكن المقدسة. وقد التقى الأب الحارس خلال هذه الأيام أيضاً بالرئيسين الإقليميين للرهبان الفرنسيسكان في كولومبيا، الأب هيكتورادواردو لوغو غارسيا من إقليم "سانتا في" والأب نيلسون تابور ألاركونمن سان بابلو، الذييرأس أيضاً اتحاد المجالس الفرنسيسكانية في امريكا اللاتينية (UCLAF)، وبهذه المناسبة أيضاً قدم رهبان الحراسة شكرهم على كافة المبادرات التي تهدف إلى تطوير المفوضية في بلادهم والنهوض برحلات الحج، متوسعين في توجيه الدعوة إلى الأوساط المختلفة بهدف دعم العمل المشترك الذي يصب في مصلحة الجميع. 

ألقى حارس الأراضي المقدسة الأب باتون، في المساء، في جامعة القديس بونافنتورا دي بوغوتا، محاضرة بعنوان: "1219 – 2019، فرنسيس والسلطان: من أعداء إلى اخوة"، مشددا في الوقت نفسه على أهمية أن يصبح الحوار بالنسبة للرهبان الفرنسيسكان وسيلة للقاء ونشر السلام. اختُتم اليوم الأول من الزيارةالتي قام بها الأب الحارس إلى كولومبيا بالإحتفالالإفخارستي واللقاء مع الرهبان الشباب المقيمين في كل من بيت القديس بيرناردين وبيت القديس خوسي دي بوغوتا. وقد دعاهم الأب فرانشيسكو باتون إلى الاستمرار في الإستجابةلدعوة الرب من خلال الخدمة والقرب والحوار.

شكلت مدينة قرطاجنة في كولومبيا، حيث يقع الميناء، المحطة الثانية للزيارة التي قام بها الأب الحارس إلى كولومبيا. وتشتهر هذه المدينة بتاريخها الاستعماري، وبكونها حافظت على أحد أهم كنوزهاألا وهو جسد القديس بيير كلافير، المدافع عن حرية العبيد في أمريكا اللاتينية. وفي هذا المكان، احتفل حارس الأراضي المقدسة في رعية القديس سيباستيان أكالي ريال دي تينيرا الفرنسيسكانية، بالذبيحة الإلهية في عيد ظهور علامات آلام المسيح في جسد القديس فرنسيس. وفي اليوم التالي، بدأ النهار بالقداس الإلهي الذي احتفل به الأب الحارس بمشاركة طلاب ومعلمي جامعة القديس بونافنتورا. وقد تلت القداس الإلهي محاضرة عقدت في مدرج جامعة قرطاجنة. اختتمت الزيارة إلى قرطاجنة الكولومبية باللقاء مع الإخوة التابعين للرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة العلمانية التي وُضعت تحت شفاعة القديسة مرثا، كما والتقى الأب الحارس هناك أيضاً بنائب الرئيس وأعضاء المجلس الوطني للرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة العلمانية في كولومبيا.

كانت الزيارة التي قام بها الأب الحارس أيضاً لمفوضية الأرض المقدسة في كولومبيا غاية في الأهمية. تقع المفوضية في دير بوريسيما، بالقرب من كنيسة القديس فرنسيس الكبيرة وسط بوغوتا. ويشهد المصلى القديم المكرس لخشبة الصليب الحقيقي، على حضور الأرض المقدسة في التعبدات الكاثوليكية الشعبية في كولومبيا منذ قرون. وقد أراد الأب الحارس بشكل خاص، أن يقدم ذخائر أحضرها معه من القبر المقدس ومن جبل الجلجلة إلى الأهالي الذين يقيمون في أكثر شوارع العاصمة الكولومبية تواضعاً، وذلك من خلال المؤسسة الفرنسيسكانية المدعوة باللغة الاسبانية: "دليل الشارع للرحمة" (Callejeros de la Misericordia)، القريبة من جميع المحتاجين. من ناحيته، ترأس حارس الأراضي المقدسة الاحتفال الافخارستي في مزار سانتا ماريا دي مونتسارات، وهو أهم مزاريقع في أبرشية بوغوتا الرئيسية؛ وقام حارس الأراضي المقدسة أثناء الإحتفالبوضع ذخيرة أحضرها معه من بيت الناصرة المقدسة، أمام تمثال "المسيح الواقع" (Cristo Caído)، كي يستطيع المؤمنون لدى زيارة هذا المكان المقدس أن يجدوا قطعة حجرية صغيرة من بين تلك التي تقدست بسر تجسد كلمة الله وبحياة يسوع الناصري مع أمه فائقة القداسة مريم. 

من ناحيتها، قامت مفوضية الأرض المقدسة في كولومبيا بتنظيم مجموعة من الفعاليات الأخرى ذات الطابع الأكاديمي والراعوي والأخوي في مدينة قرطاجنة، حيث يملك الرهبان الفرنسيسكان قسماً من جامعة القديس بونافنتورا، كما وأقيمت فعاليات أخرى في رعية سان سيباستيان دي كالي ريال دي تيرنيرا.