مانيفيكات ومحمد الشيخ: وجوه للأخوّة في يوم الأخوة الإنسانية

مانيفيكات ومحمد الشيخ: وجوه للأخوّة في يوم الأخوة الإنسانية

تلقت مدرسة الموسيقى التابعة لحراسة الأرض المقدسة مانيفيكات، بمناسبة يوم الأخوة الانسانية (“#Notalone, Meeting on Human Fraternity,”)، طلباً للمشاركة في هذا اليوم المخصص للاحتفال بالتآخي، من خلال الموسيقى والموهبة، وقبل كل شيء من خلال قصة محمد الشيخ.

نظمت فعاليات هذا اليوم (#Notalone) مؤسسة "كلنا اخوة" (فراتيللي توتي) في الفاتيكان، وقد تم بثها في جميع أنحاء العالم من خلال قناة Rai 1 الايطالية، وعبر وسائل الإعلام الفاتيكانية، إذ استوحى هذا الحدث فحواه من رسالة البابا فرنسيس "كلنا اخوة" (Fratelli tutti)، التي تم توقيعها في أسيزي في 3 تشرين الأول 2020. أقيمت بعد الظهر، اجتماعات دُعي إليها الحائزون على جائزة نوبل، اضافة إلى جمعيات وشباب من كافة أنحاء العالم، تبادلوا شهادات الحياة في ساحة القديس بطرس، كونهم جميعاً ملتزمون بتعزيز الأخوة والصداقة الاجتماعية بين الناس والشعوب ردّاً على كافة أشكال العنف والحرب التي يشهدها عالمنا اليوم.

في المساء، تم ربط ثمانية ساحات أخرى حول العالم بهذا الحدث، بما في ذلك القدس. وقد تمت دعوة بطريرك اللاتين، صاحب الغبطة بييرباتيستا بيتسابالا، لتمثيل المدينة المقدسة. وهو من أراد أن تُظهر مدرسة مانيفيكات (مدرسة الموسيقى التي أسستها الحراسة في عام 1995) وجه هذه الأخوة في الأرض المقدسة من خلال أحد تلاميذها، واسمه محمد. قام عازف البيانو الشاب الموهوب، محمد، بأداء أعمال "سكارلاتي" و"سان ساين" و"شوبان" و"ليست" في الموقع الجميل لبيت ابراهيم في القدس.

قصة محمد الشيخ، التي استرعى انتباه العالم أجمع، هي شعار لروح المدرسة: فتى مسلم من رام الله، درس العزف على البيانو في معهد مانيفيكات، وتخرج منها العام الماضي. أما معلمته التي رافقته طوال فترة دراسته فهي يهودية اسمها إيما سبيتكوفسكي، من أصل أوكراني، تم رفضها من قبل المعهد الموسيقي في بلدها بسبب ايمانها، وبعد دراستها في روسيا، انتقلت إلى القدس، حيث تعرفت على معهد مانيفيكات. إنها في الحقيقة قصة لقاء وثقة وحوار.

وقد علقت إيما سبيتكوفسكي بتأثر شديد، قائلة: "على الفور، دعمت روح هذه المدرسة وشاركت فيها وآمنت بها. إنها الروح التي تضع الحوار والتربية على التعايش السلمي بين الأديان، في مركز رسالتها، وحيث نعمل جميعنا معًا: يهوداً، ومسيحيين ومسلمين يجمع بينهم الشغف في الموسيقى. قابلت محمد لأول مرة حين كان لا يزال في العاشرة من عمره: لاحظت على الفور موهبته الاستثنائية. أنا فخورة لكوني معلمته. على الرغم من الاختلاف في الدين والثقافة، فإن ما نستطيع القيام به معًا هو ليس ممكنًا فحسب، بل وإنه بالأخص أمر جميل".

من ناحيته، شدد غبطة البطريرك قائلاً: "ما عرفناه هذا المساء هو أحد الأمثلة العديدة على التعايش السلمي هنا في الأرض المقدسة، والذي يشير، على الرغم من كل شيء، إلى وجود أماكن وجمعيات وأوضاع، يمكن فيها للمسيحيين واليهود والمسلمين الشعور بأنهم ينتمون إلى بعضهم البعض: من الممكن أن نكون "كلنا إخوة"، لأننا جميعًا أبناء للأب نفسه".

عبر كذلك مدير معهد مانيفيكات الاب ألبرتو جوان باري عن رضاه، قائلاً: "لقد كان شرفًا عظيمًا لنا أن يتم اختيارنا لتمثيل وجوه الأخوة. هناك العديد من القصص الخاصة والفريدة من نوعها في مدرستنا الموسيقية، والتي تأسست بهدف تجاوُزِ الاختلافات وخلق شيء قوي وعميق معًا. نحن أيضًا مسرورون لأن كلمات الرسالة البابوية "كلنا اخوة" تأتي من كتابات وأقوال أبينا القديس فرنسيس، الذي اختار البابا الحالي حمل اسمه، وهو مصدر إلهام للرسالة العامة".

يمكن مشاهدة اللقاء الذي تم بثه على الهواء مباشرة، عبر التلفزيون وعبر وسائل الاعلام الفاتيكانية، مرة أخرى من خلال قناتنا على تطبيق فيسبوك.

Silvia Giuliano