مُفَوَّضُ الأرض المقدسة في إقليم توسكانا ينال السيامة الشماسيّة في بيت لحم | Custodia Terrae Sanctae

مُفَوَّضُ الأرض المقدسة في إقليم توسكانا ينال السيامة الشماسيّة في بيت لحم

من بيزا إلى بيت لحم. اختار مفوّض الأرض المقدسة في إقليم توسكانا، الأخ ماتيو برينا، أن ينال سيامته الشماسية وسط أشد الناس فقراً. وقد أُقيم قدّاس السيامة الشماسية في مقرّ الجمعية الأنطونيّة في بيت لحم، حيث يوجد مركز لإستقبال الأشخاص المسنّين. من ناحيته، أوضح الأخ ماتيو قائلاً: "اخترت هذا المكان حيث توضّحت لي دعوتي إلى الخدمة الشمّاسية، إذ أدركت أهمية أن يضع المرؤ ذاته في خدمة من هم أشدّ فقراً. وإنَّ مُسنّي بيت لحم هم في الغالب أشدّ الأشخاص فقراً بين الفقراء ههنا". ترأس الإحتفال صاحب السيادة المونسينيور بييرباتيستا بيتسابالاّ، المدبّر الرسولي للبطريركية اللاتينية، وكان في الحقيقة احتفالاً جميلاً جدّاً. "نعم، أريد"، بهذه الكلمات أجاب مفوّض الأرض المقدسة في توسكانا، على الأسئلة التي تعبّر عن التزاماته الرسمية.

وفي عظته، نوّه المونسينيور بييرباتسيتا بيتسابالاّ قائلاً: "ستكون خدمتك مكتملة بقدر ما ستستطيع أن تعترف بأن كل شيء يأتي من علو، وأنه عمل الروح القدس لا عملك أنت. إنها خدمة تقوم بها باسم الكنيسة، التي تفوقك، وتفوق رؤيتك وأفكارك ومشاريعك". وكونه مفوّض الأرض المقدّسة، فإن التزامات أخرى تقع على عاتق الأخ ماتيو. لذلك، تابع المونسينيور بيتسابالا قائلاً: "عليك أن تكون معلناً لتجسّد يسوع. ذاك الذي تلتقيه في الأماكن، ولكن أيضاً في الأشخاص والجماعات والوجوه المختلفة".

مع نهاية الإحتفال، قام حارس الجماعة الفرنسيسكانية المقيمة في بيزا، الأخ سيموني، بالنيابة عن الرئيس الإقليمي الذي تعذّر عليه الحضور، بالتعبير عن فرحه وامتنانه، قائلاً: "فلنشكر ماتّيو، لأنّه جاء بنا جميعاً إلى هنا".

تربط الأخ ماتيّو بالأرض المقدّسة علاقات منذ شهر تشرين الأول من عام 2014. وقد أوضح لنا قائلاً: "ما أن تمّ تعييني مفوّضاً حتى أتيت إلى هنا كي أفهم ما عليّ القيام به. سألني الأب الحارس أن أذهب إلى بيت لحم. وهناك نشأ بيننا تعاون استمرّ حتى اليوم. نحن مؤمنون بأن الأشخاص المسنّين هم جذور وذاكرة لكل شعب". لذلك، فقد عَمِلَ مفوّض الأرض المقدسة في توسكانا على دعم مجموعة من المشاريع أطلق عليها اسم: "جذور بيت لحم"، تهدف إلى جمع التبرّعات، وتسعى إلى اشراك أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ومن بينهم المغني الإيطالي الشهير، جوفاني كاكّامو، الذي تبرّع بالأموال التي حصّلتها له حفلتان موسيقيّتان قام بتنظيمهما دعماً لهذه المشاريع. وبعد أن قام بزيارة بيت المسنين القائم في بيت لحم، قام المغني الإيطالي بتأليف ترنيمة ضمن ألبومه الأخير: "لسنا وحدنا". وتابع الأخ ماتّيو قائلاً: "هذا إثبات على أن سرّ الضّعف والحبّ، الذي تمنحنا إيّاه بيت لحم، هو رسالة تخاطبنا جميعاً".

ومن حيث مهمّته كمفوّض للأرض المقدسة، أوضح لنا الأخ ماتيّو ماهية النشاطات التي يقوم بها يوميّاً، قائلاً: "أحد أهم الأعمال التي نقوم بها، هي تحفيز الناس على محبّة الأرض المقدسة، الأماكن والأشخاص، الحجارة الحيّة. نقوم بهذا من خلال تنظيم أيّام تهدف إلى ذلك، ورحلات حجّ تستهدف الشباب والبالغين". يوجد اليوم حول العالم أربعة وثمانون مفوّضاً للأرض المقدسة منتشرين بين أربعة وأربعين أمّة. يقوم المفوّضون بجمع التبرعات والهبات كما ويهتمّون بنشر محبة أرض يسوع من حولهم. وعلى سبيل المثال، فإن مفوّض الأرض المقدسة في توسكانا، يسهر على تقديم الدعم الإقتصادي لبيت الأشخاص المسنين في بيت لحم.

وفي ختام قداس سيامته الشماسيّة، علّق الأخ ماتّيو قائلاً: "إنني سعيد جدّاً بأن أشارك في هذه الخطوة المهمّة، هؤلاء الأشخاص الذين نعمل من أجلهم. إنّها بالنسبة لي علامة على قربي من مسيحيي الأرض المقدّسة".

Beatrice Guarrera

◄◄◄مقالات ذات صلة