800 عام، الكاردينال ساندري: "رسالة الحراسة هي منح العالم بأسره كنز يسوع" | Custodia Terrae Sanctae

800 عام، الكاردينال ساندري: "رسالة الحراسة هي منح العالم بأسره كنز يسوع"

بدأ اليوم الثاني للإحتفالات التي تقيمها الحراسة، في الصباح الباكر، في كنيسة دير المخلص التي عجت بالمصلين وسط مظاهر أبهة العيد. فالإحتفالات بمناسبة مرور 800 عام على الحضور الفرنسيسكاني في الأرض المقدسة سوف تبقى مستمرة في دير المخلص في القدس، حتى الثامن عشر من تشرين الأول. وبهذه المناسبة، جاء إلى القدس أيضاً نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية. وفي السابع عشر من تشرين الأول، ترأس نيافته القداس الإلهي ملقياً خلاله العظة ورسالة شخصية أرسلها قداسة البابا فرنسيس معه، جاء فيها: "أحثكم على المثابرة بفرح على تقديم الدعم لإخوتنا، خاصة الأشد فقراً والأكثر ضعفاً. في تربية الشباب واستقبال الأشخاص المسنين والإعتناء بالمرضى، ممارسين بصورة ملموسة في الحياة اليومية أعمال الرحمة". قام بقراءة هذه الرسالة، التي كتبها البابا فرنسيس بنفسه، مسؤول شؤون الكرسي الرسولي، المونسينيور ماركو فورميكا. (إقرأ بالكامل نص الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس إلى حراسة الأراضي المقدسة).http://www.custodia.org/default.asp?id=2828&id_n=33948

وفي عظته، تحدث الكاردينال ساندري عن رسالة حراسة الأراضي المقدسة قائلاً: "إن أسلوبكم في حراسة الأماكن المقدسة تُظهر من جديد تلك الديناميكية التي تميزت بها دعوة القديس فرنسيس الأولى. فقد وجه الرب دعوته إليه قائلاً: "إذهب، وأصلح كنيستي". وعلى مثال أبيهم ومؤسس رهبانيتهم، أدرك رهبان الحراسة هم أيضاً، أن هذه الدعوة لا تعني الإصلاح المادي فقط، بل والاصلاح الروحي أيضاً. لذلك، تابع نيافة الكاردينال عظته مؤكداً: "هكذا أنتم أيضاً المقيمون في الأرض المقدسة منذ 800 عام، قد أضفتم إلى العناية بالمزارات المقدسة شهادة الحياة الإنجيلية مقيمين هيكلاً مقدساً لله الحي".

توجه الجميع بعد ذلك إلى قاعة الحبل بلا دنس، حيث قام عميد مجمع الكنائس الشرقية بإلقاء محاضرة بعنوان: "التبشير بالإنجيل دائماً، وإن كان ضرورياً، فبالكلام أيضاً! الحضور الفرنسيسكاني في الأرض المقدسة والشرق الأوسط" (اقرأ النص الكامل للمحاضرة التي ألقاها الكاردينال ساندري).

قام الكاردينال ساندري أيضاً، مع بداية الفترة المسائية، بزيارة مكاتب جمعية الأرض المقدسة (ATS Association Pro Terra Sancta)، وهي المنظمة غير الحكومية التي تدعم مشاريع الحراسة الإجتماعية والثقافية.

كان هذا اليوم الثاني، ضمن سلسلة الإحتفالات التي تحييها الحراسة، غنياً بالمحاضرات الأخرى. فقد تحدث خلاله البروفيسور فيليبو سيدّا عن أول رئيس اقليمي في الأرض المقدسة، الأب ايلي كورتوني، بينما تحدث البروفيسور جوزيبي ليغاتو بعد الظهر عن مدينة عكا زمن وصول أول مجموعة من الرهبان إليها عام 1217.

وفي نهاية هذا اليوم الثاني، قامت البروفيسورة ايمانويل مين بعرض وتوضيح عملها الذي قامت من خلاله بتصنيف وتوضيح هوية الوثائق الصورية المأخوذة من سوريا (اقرأ المقال الذي يتناول هذا المشروع: في القدس، الإرث السوري القديم والمُهَدَّد يعود إلى الحياة).

من ناحية أخرى، طلبنا من الكاردينال ساندري التعليق على حدث مرور 800 عام على الحضور الفرنسيسكاني في الأرض المقدسة، وهذا ما قاله لنا.

كونك عميد مجمع الكنائس الشرقية، ما هي، في نظرك، أهمية الحراسة في الشرق الأوسط بعد مرور 800 عام على بداية حضورها؟
نحن في أرض يسوع. هنا ولد يسوع ومات وقام، لأن رسالة الكنيسة هي اعلان المسيح. وعلى مرّ العصور في التاريخ، كان هنالك هذا العطش والجوع إلى يسوع: لرؤيته ولمسه واتباع خطواته. لذلك، فإن رسالة حراسة الأراضي المقدسة هي مساعدة من رأوا مسيرة يسوع أن يظلوا أحياءاً، كي يكونوا حجارة حيّة تتكلم، وتكون الجماعة المكونة من تلاميذ المسيح حية وفاعلة في الأرض المقدسة. هذه هي رسالة الحراسة: منح العالم بأسره، بتفويض من البابوات، كنز يسوع هذا، هنا في الأرض المقدسة. وإن رهبان الحراسة يرافقون جميع الحجاج الذين يأتون ويبكون ويصغون إلى الانجيل. إنها رسالة لا مثيل لها في حياة الكنيسة، أكد عليها البابا فرنسيس من جديد اليوم في رسالته، كما قد فعل من قبله سائر أسلافه على مدار 800 عام خلت. لهذا فإننا اليوم نفرح ونشارك بفرح حيّ في هذه الذكرى المائوية الثامنة للحضور الفرنسيسكاني الممثل في رهبان حراسة الأراضي المقدسة.

هل من كلمات تشجيع ترغب في توجيهها اليوم إلى الحراسة في شأن التحديات التي ستواجهها في المستقبل؟
إن الكلمات التي أوجهها للحراسة اليوم هي قبل كل شيء كلمات شكر إلى جميع الرهبان الذين مرّوا بالحراسة، شاهدين للمسيح بحياتهم ذاتها وبدمائهم. وللمستقبل أقول كلمة التشجيع هذه: فليستمروا في رسالتهم كتلاميذ للمسيح، فليعيشوا في أخوّة وليشهدوا للإنجيل بحياة بسيطة وفقيرة وفرنسيسكانية. إنها صرخة الإنجيل الجديدة التي يجب أن يتردّد صداها من خلال حياة إخوتنا رهبان حراسة الأراضي المقدسة.

Beatrice Guarrera