الصليب، هو أساس القيام | Custodia Terrae Sanctae

الصليب، هو أساس القيام

في هذا السبت 14 أيلول 2013، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً: إنطلق الرهبان الفرنسيسكان في موكب من دير المخلص نحو كنيسة القبر المقدس، وذلك للإحتفال بعيد إرتفاع الصليب المقدس. إنطلق الموكب بعد ذلك من مصلى ظهور الربّ لمريم المجدلية متوجهاً نحو الجلجلة حيث كان في إنتظاره جمع كبير من المؤمنين. "للولوج إلى غنى حكمة الله، قال القديس يوحنا الصليبي، يجب الدخول من الباب: وهذا الباب هو الصليب". إذ يتلخص فيه السرّ الفصحي، فإن هذا "الباب" (أي الصليب) الذي يدعونا يسوع إلى الدخول منه، والذي نكرم خشبته منذ 1700 سنة، لا ينفك يجمع من حوله في كل عام مسيحيي الأرض المقدسة وإلى جانبهم حجاج من مختلف أنحاء العالم. في هذا اليوم أيضاً تحتفل الكنيسة بذكرى تحرير خشبة الصليب المقدس، من أيدي الفرس عام 628.
ترأس الذبيحة الإلهية نائب الحارس الجديد، الأب "دوبرومير جاستجال" (للمزيد تصفحوا هذا المقال). وفي عظته، حرص الأب دوبرومير على تذكير جمع المصلين بأن الكنيسة، كما والعهد الجديد كله، مليئان من هذا السرّ، سرّ الصليب: الذي يرمز إلى "العار الكبير الذي تحمله المسيح"، كما وأنه "أساس القيامة". فعلى الصليب قد إرتفع يسوع، لذلك، فإن هذا الصليب هو ممجد.
حث الأب دوبرومير المؤمنين على إختيار درب الإيمان الشاق كي يستطيعوا هم بدورهم أن يرتفعوا بواسطة الصليب أيضاً. إلا أن هذا الإيمان لا يقتصر على مجرد قبول الصلب، إذ أن الصلب حدث ليس بحاجة إلى الإيمان كي يتم الإعتراف به. "ما هو مهم هو أن نؤمن بكل ما جاء به يسوع من خلال الصليب". على الإيمان أن يتترجم في مختلف نواحي الحياة المسيحية، أي من خلال الإقتداء بالمسيح نفسه: "أحبوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم" (لوقا 6: 27-28). يمثل الصليب إرادة الآب التي ظل المسيح أميناً لها، كي يرفعنا جميعاً معه. كي نتعلم المغفرة على مثاله. كي نتعلم أن نحب على مثاله. من هنا فإن الصليب يغدو ملخص "الكلمة المتجسد"، كلمة الحب والمغفرة.
يعني الإقتداء بالمسيح كذلك، "الزهد بالنفس". إن حمل الصليب يعني إتباع المثال الذي تركه لنا المسيح. فبصلبه، "دخل المسيح في مجد الآب"، حسبما يذكرنا به القديس بولس في رسالته إلى أهل فيليبي. فالذي يكرس المسيحي نفسَه له، هو ربّ وسيّد.
إختتم الأب دوبرومير أخيراً عظته بإقتباس من كلمات البابا فرنسيس التي ألقاها في اليوم التالي لإنتخابه على السدة البطرسية، حيث قال: "أود لو نتمتع جميعاً، بعد أيام النعمة هذه، بالشجاعة. نعم، الشجاعة للسير في حضرة الله، مع صليب ربنا؛ أن نبني الكنيسة على دم ربنا الذي أريق على الصليب؛ وأن نعلن المجد الوحيد: أي، المسيح المصلوب. بذلك، ستسير الكنيسة إلى الأمام".

تلى الذبيحة الإلهية، تطواف على ألحان النشيد اللاتيني "Vexilla Regis" (لاحت علامات الفدا)، توجه نحو مذبح ظهور الربّ لمريم المجدلية، حيث إستطاع المؤمنون، بعد أن نالوا البركة الختامية من الكاهن، التقدم لتقبيل وتكريم خشبة الصليب المقدس الأصلية.
S.C/MAB