في “بيت الطفل” انه دائما عيد الميلاد | Custodia Terrae Sanctae

في “بيت الطفل” انه دائما عيد الميلاد


"بيت الطفل" هو واحد من المبادرات الجديدة لحراسة الأراضي المقدّسة في بيت لحم. تم افتتاحه منذ شهر تشرين الأوّل. "الحراسة لا تقتصر على الأماكن المقدّسة فحسب، ولا حتى على النشاط الرعوي، ولكنها أيضا تعمل في الحقل الاجتماعي من خلال العناية التي تحملها نحو الحجارة الحية التي هي مسيحيو هذه الأرض وبالأخص الأشد فقرا بينهم." على حد تعبير الأخ مروان دعدس، مدير البيت.
منذ الانتفاضة الثانية، لم تنته بيت لحم من الاضمحلال في الفقر والشرور التي ترافقه. البطالة، التي تمس ما يقارب نصف عدد السكان، يصطحب معه حصته من فقدان النظام: العنف العائلي، الإدمان على الكحول، المخدرات الخ. والمسيحيون ليسوا ببعيدين عن هذا، يستطيع بيت الطفل استقبال 26 طفلا من عائلات مسيحية في أوضاع سيئة.

تدعى خطا "بدار الأيتام"، تقول الأخت ماري، فرنسيسكانية من مرسلات مريم، من أصل لبناني والتي تعمل مع الأخ مروان. صحيح أن بعض الأطفال قد يكونوا يتامى الأب، والام غير قادرة على إعالتهم لوحدها، لكن الأغلبية من الأطفال لهم والدان وأخوة.
" نستقبل أطفالا في النهار، كما ولدينا 12 طفلا يعيشون في البيت الداخلي"، يحدد الأخ مروان. "مقدرتنا على الاستقبال في النهار تصل إلى 35 طفلا، وفي القسم الداخلي 18، لكننا نفضل أن نبدأ مع عدد أقل من الأطفال. فمن حيث أنه لدينا قائمة انتظار، سوف نرى في الفصل الثاني إذا ما كنا على استعداد لضم أولاد آخرين"، يتابع المدير.

لأن البيت، الذي افتتح في تشرين الأوّل، لا يستقبل، لأسباب معينة إلا الأطفال ما بين 6 إلى 13 سنة.
يصل الأطفال بعد المدرسة حوالي الساعة 13:30، يأكلون حتى يسدون جوعهم، الأمر الذي يختلف عنه في العائلة. ومن ثم تتم متابعتهم من قبل كادر تربية، 3 معلمين، مرشدة اجتماعية، مربية والأخت ماري، حيث يقومون بأداء وظائفهم قبل أن يسمح لهم بالذهاب للعب في الملعب، أو في قاعة أعدت لهم في أيام المطر.
يلقى الخارجيون أهليهم حوالي الساعة 17:30، بينما يتناول الداخليون عشائهم وينامون في المكان ذاته. "للأكبر سنا، قمنا بإعطائهم غرفة فردية، الباقي أعطي غرفة من اثنين حيث يتم وضع الاخوة فيها معا إذا ما توفرت المساحة. هنالك غرفة واحدة حيث يوجد 3 أسرة، حيث أن من يقطنها هم 3 أخوة. يخلد الجميع إلى النوم في تمام الثامنة مساء. أدور في الزقاق عند ساعة النوم، لكن بعد العاشرة، يستتب الصمت ولا يسمع إلا نفسهم وهم نائمين." يروي لنا الأخ مروان. مدير مدرسة ذكور ترسنطا في النهار، انه الذي يسهر على القسم الداخلي في الليل. يجيب على السؤال: "ماذا عن حياتك مع جماعتك الرهبانية؟" بالتالي: " التحق بالجماعة يوم السبت وأعود إلى "بيت الطفل" يوم الاثنين بعد المدرسة. لكن عمليا، فان هذا النشاط الجديد يمنعني عن أي نشاط رسولي آخر. لدينا المدرسة في الصباح، وألتزم بالبيت منذ 15:30. يكون الأطفال قد وصلوا، وتناولوا الطعام، أساعد قليلا، لكني ابدأ بالحقيقة في تمام الساعة 18 وبعد العشاء أكون لوجدي مع الاطفال. ليس بمقدوري مرافقة مجموعة الكشاف أو الشبيبة إلا إذا أتوا هم للقائي هنا، إن لم أجد أحدا ليستبدلني ساعة أو اثنتين من فترة إلى أخرى. انه التزام ثقيل ولكنه التزام جميل. إذا وجدت يوما أحدا يوثق به ليساعدني في رعاية الأطفال، فإنني سأستطيع عندها أن أتطلع للخروج من البيت حيث أنني مرتبط هنا."

"هنا"، نحن لدى الراهبات مرسلات مريم. حيث أن المكان الذي عمرته حراسة الأراضي المقدسة يعود إليهن، وقد مولت هذه الاعمال بدعم من مؤسسة الارض المقدسة الفرنسيسكانية Franciscan Holy Land Foundation، من أجل إقامة بيت الطفل. "كان لدينا حتى الانتفاضة الثانية بيت لاستقبال الحجاج، تقول الأخت ماري بول، رئيسة الراهبات. منذ ذلك الحين ( مع أنه لم يكن أبدا هنالك أي حادثة مع أي من الحجاج) يخاف الناس من القدوم إلى بيت لحم. تطلعنا إلى عدة مشاريع من أجل إحياء المرافق. ولم يكتب لأي منها النجاح، إلى أن جاء الاب أمجد – كاهن الرعية حتى شهر أيلول- واتصل بنا من أجل تحقيق هذا المشروع."
هنالك منطق من هذا الطلب، ليس فقط أن الأمكنة، التي تقع في الطابق السفلي لبيت الراهبات، كانت خالية، لكن الراهبات يعملن أصلا في الحقل الاجتماعي في خدمة العائلات مع مركزهم الذي يدعى: "مركز العائلة المقدسة الفرنسيسكاني" المقام في الأعلى. مركز لمساعدة، والإصغاء وتحقيق نشاطات للعائلات المسيحية.

ثلاثة أشهر مضت، هنالك ثمار رجاء
"ان ما تم عمله في "البيت" من أجل الاطفال لهو أمر رائع"، علقت الاخت ماري بول. الخطر يكمن في أن يشعر الأطفال أنفسهم في حال جيدة، فيصير من الصعب عليهم العودة إلى حياتهم العائلية الحقيقية آخر الأسبوع."
" الخطر موجود، يقر الأب مروان، لكن إلى الآن يظهر الأطفال الفرح لدى عودتهم إلى البيت يوم السبت، كما وإنهم فرحون لعودتهم هنا يوم الاثنين."

في الملعب، حدث أمر استثنائي اليوم، أظهر بعض الأطفال نوعا من العنف. " طبعا سيكونون عنيفين. ان العنف في العائلة، بالنسبة للبعض هو أمر يومي في حياتهم منذ الطفولة. لكن التقدم واضح جدا منذ ثلاثة شهور." "في البداية، أن أكون شاهدة على مثل هذا العنف شكل صدمة وقد أثار غضبي. أدركت سريعا أن هذا لم يكن مفيدا أبداً. يجب أن تكون قاسيا كي تستطيع أن تفصل بينهم. وعندها، أنتظر حتى يهدئوا، ومن ثم أستقبلهما معا كي نستطيع أن نجد في الحوار الطريق كي نعيد السلام." "كل التقدم الذي أحرز خلال الأشهر الثلاث لهو مشجّع. يخطر على بالي ذلك الشاب الذي كان دائما في انفصام، مع أصدقاءه كما ومع المدرسة. دائما وحيدا وفي فشل دراسي. عرف الكثير من المشاكل في العائلة. منذ وصوله إلى هنا بدأ بالانفتاح على الآخرين. ومن ثم اكتشفنا حاجته إلى النظارات، حتى أنه كان في خطر من أن يفقد إحدى عينيه. منذ ذلك الحين صار ولدا آخر. يضحك، يلعب مع الآخرين وقد كان فخورا جدا بأن يريني شهادته بمعدل 80%. يقول المعلمون أنه انفتح بشكل لا يصدق. وأنا أيضا، أقرّ، كنت فخورا. بالطبع، فانه ليس فقط جهدي، بل جهد فريق العمل برمته. إننا تسعة مع السكرتيرة. يخطر أيضا على بالي طفل آخر كان قد وصل عندنا، والذي كنا قد قبلناه في مدرستنا هذه السنة. في الثامنة من عمره، لم يكن قادرا على أن يكتب اسمه بشكل سليم. بمساعدة من المربية، مها، بدأ بتعويض ما فاته في المدرسة، وهو أيضا يحقق تقدّما مؤثّر. ان الوضع في عائلاتهم لا يسمح لهم بالنمو بشكل "طبيعي". هذا البيت يهدف إلى إعطاءهم الفرصة ليكبروا ويبنوا أنفسهم.

يهاجم الأطفال من جميع الجهات الأخ مروان، ففي البيت، اليوم هو يوم عيد. بمناسبة عيد الميلاد، حضر حارس الأراضي المقدسة، بييرباتيستا بيتسابالا، شخصيا لزيارتهم وليحتفل معهم بالقداس في مغارة الحليب القريبة. يرتل الأطفال بفرح وبكل ما أوتوا من القوة. القداس، يعرفونه، فإلى جانب حضورهم القداس يوم الأحد لديهم أيضا قداس مع الراهبات الفرنسيسكانيات يوم الجمعة. يتنافسون في الإجابة على الأسئلة التي يطرحها عليهم الحارس والتي يوجهها إليهم مباشرة خلال العظة، الأمر الذي يثبت عدم غياب المرافقة الروحيّة عن بيت الطفل. بعد المشاركة في البوفيه، ينتظر الأطفال سانتا كلوس (بابا ناويل)… هم أيضا قدموا للحارس هديّة، لوحة قاموا هم برسمها، وقاموا بوضع صورهم عليها. وقد حاول أحد الأطفال التأكد ما إذا كانت لحية الحارس التي مالت نحوه، ممسكة جيدا! جو يحمل بالفعل على الفرح.

يوزع الأخ مروان، علامات حنونة، ضربات خفيفة على الوجنتين تحمل طابع الصداقة، محاولا الدخول في عالمهم من خلال جرعات محبّة موزونة، والتي يبادله الاطفال إياها في جو من المزاح، الإعجاب والتأثر. أخيرا، حضر بابا نويل، أنه الانفجار. تم توزيع الهدايا. لا يسرع الاطفال إلى فتحها، كما لو كانت هدية الميلاد قد أتت قبلا، وهي كونهم هنا في هذا المكان والحفل، في هذا البيت وتحت أعين والديهم. حيث شارك بعضهم في القداس وقد بدا على وجوههم انعكاس لفرح أولادهم. جميع الراهبات الفرنسيسكانيات كن قد حضرن، كما وبعض الاخوة من دير بيت لحم الذين أتوا للزيارة هم أيضاً.

انتهى الحفل، يصعب على الأطفال الفراق، يحملون حقيبة كبيرة بحجمهم بألوان المؤسسة الفرنسيسكانية للأرض المقدّسة. "التي بدعمها تسد 75% من ميزانية البيت، أما ما تبقى من 25% فقد توكلت بها حراسة الارض المقدّسة التي تبحث عن موارد مالية عن طريق مؤسسة الأرض المقدسة، التي تعتبر ال NGO الخاصة بها. طالما أنتج الوضع في بيت لحم حالات كهذه، فان الحراسة ستبقى هناك من أجل مساعدة أبناءها وعائلاتهم. تعتمد في ذلك على محسنيها. وقد قمنا بتجهيز غرفة بهدف استقبال من يودون زيارتنا ممن يقدمون هذا الدعم." الرسالة مرّت، وكذلك بابا نويل. محبة الله هي التي لن تمرّ أبدا.

ماري أرميل بوليو

كيفية تقديم مساهماتكم
اسم الحساب
Associazione di Terra Santa- البنك: Carige- المركز: Agenzia 11 Roma-
الحساب الجاري: 1833 80
Code Swift : CRGEITGG511- Code Iban : IT25K0617505018000000183380-

حساب الذي يتم الايداع اليه: Casa Fanciullo Betlemme - شكرا لاطلاعنا على ما تقومون به من ايداع من خلال مراسلتنا على: HYPERLINK -"mailto: infoats@custodia.org"