في كنيسة بكاء الربّ، دموع المسيح وعدٌ بالمصالحة | Custodia Terrae Sanctae

في كنيسة بكاء الربّ، دموع المسيح وعدٌ بالمصالحة

تُصنَّف الليتورجيا في مدينة القدس على أنها ليتورجيّة "محطّات"، مَثَلُها مَثَلُ ليتورجيّة مدينتي روما والقسطنطينية. ومعنى ذلك أن للمؤمنين الإحتفال بعيد معيّن في المكان نفسه الذي تم فيه بحسب الكتاب المقدس. وكونهم حرّاس الأماكن المقدسة، يتوجه الرهبان الفرنسيسكان، للإحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم وبعيد البشارة في الناصرة، وبعمّاد المسيح في نهر الأردن.

وخلال الزمن الأربعيني، تدعو الحراسة رهبانها وكافة المؤمنين إلى الإحتفال بايمان الكنيسة في المزارات المختلفة، المرتبطة بآلام الرب. وفي أول حجّ لهم أقيم منذ بداية الزمن الأربعيني هذا العام، توجّه الرهبان والمؤمنون إلى كنيسة ومزار بكاء الربّ على جبل الزيتون. أحيت هذه الليتورجية مجموعة من الرهبان الفرنسيسكان، بينما ألقى العظة الأب لوقا غراسّي، وهو كاهن ايطالي يستقبله الفرنسيسكان لديهم لسنة واحدة سبتيّة. تأمّل الأب لوقا، خلال عظته، بسرّ هذه الدموع التي ذرفتها عينا يسوع (لوقا 19: 41 - 44).

وفي كنيسة بكاء الربّ الصغيرة، دعا الأب لوقا جمع المصلين إلى التأمل في دموع داؤود النبي ودموع يسوع التي ذرفها في هذا المكان، ومن ثم محاولة عقد مقارنة بينهما. وأوضح الأب لوقا بأن كآبة داؤود ودموعه، هي كآبة ودموع رجل تولّد لديه الوعي بأخطاءه (قتل زوج بيتشابع) وبالنتائج التي ترتبت عليها آنذاك، وتأثيرها على أبناء عصره. أمّا دموع المسيح، فقد كانت أيضاً دموع رجل تولّد لديه وعي ما، إلا أنه الوعي برفض البشر للإيمان بكلامه وبمستقبل السلام الذي جاء واعداً ايّاهم به.

ومستشهداً بكلمات القديس بولس إلى أهل فيليبّي التي يقول فيها: "إلهُهُم بطنهم، ومجدهم عورتهم، وهمُّهُم أمور الأرض"، استرسل الأب لوقا قائلاً: "أدرك داؤود أنه كان يعيش متوهمّاً أن بإستطاعته اخفاء أخطاءه أو التحكّم بها، وكم من مرّة نحن كذلك، مؤمنين كنّا أم لا، نحاول اغلاق أعيننا". من المناسب أن نرى في دموع داؤود، كما في دموع يسوع لاحقاً، وحياً وبركة من لدن الله، لأن فيها دعوة إلى تحمل المسؤوليّة. لا يلقينا الله في الحزن، لكنه، بنظرة من العطف والرحمة، يدعونا إلى فحص الضمير والتوبة. ثم اختتم الأب لوقا عظته قائلاً: "يساعدنا الله على قراءة تاريخنا، فاتحاً الطريق أمام حياة ملؤها المصالحة".

سيتابع الرهبان يوم الأربعاء القادم، 26 آذار، تأملاتهم خلال زمن الصوم، وهذه المرّة في الجسمانيّة.

شاهدوا أيضاً مقطع الفيديو الخاص بمركز الإعلام الفرنسيسكاني – الرجاء الضغط هنا
الحج في زمن الصوم إلى مزار بكاء الرب

E.R

برنامح رحل الحج خلال زمن الصوم:
الأربعاء 26 آذار: قداس في الجسمانيّة الساعة 4:00 مساءاً
الأربعاء 2 نيسان: قدّاس في دير الجلد الساعة 5:00 مساءاً
الخميس 3 نيسان: قدّاس في بيت عنيا الساعة 7:30 صباحاً، يتبعه حج إلى كنيستي أبانا والصعود
الأربعاء 9 نيسان: قدّاس في ليتوستروتوس (Lithostrôtos)، في دير الجلد، الساعة 5:00 مساءاً
الجمعة 11 نيسان: قدّاس في الجلجلة الساعة 9:00 صباحاً