امتلأت قاعة كلية ترسنطا في بيت لحم بالمعلمين والأهالي والعائلات الذين جاؤوا للمشاركة في تكريم أبنائهم طلبة الكلية، وتوزيع الشهادات عليهم. ثمانية وخمسون طالباً أنهوا دراستهم الثانوية، ضمن الفروع الأدبية والعلمية والفندقية.
أقيم حفل توزيع الشهادات في القاعة الكبيرة التي تضم المسرح التابع للمدرسة. جلس الطلبة الذين نالوا الشهادات على المنصة مرتدين الزي الخاص بحفل التخرج. وبعد أن تليت خطابات الشكر، دعي الطلبة إلى التقدم على ألحان الموسيقى، لإستلام الشهادات بصورة رسمية. سادت في القاعة مشاعر الفرح والإبتهاج، وسط آلات التصوير وتصفيق الجمهور. من ناحيته، أوضح مدير المدرسة، الأب مروان دعدس قائلاً: "هذا اليوم مهم جداً بالنسبة لأبنائنا الطلبة، لأنهم قد تقدّموا خطوة جديدة. قد لا يرغبون جميعاً بالذهاب إلى الجامعة، لكنهم جميعاً يرغبون بمستقبل أفضل وهذه الخطوة هي أساسية لأجل بناء هذا المستقبل الأفضل".
قدّمت المدرسة، في نهاية الحفل، للضيوف بعض المرطبات والمأكولات. وأكّد لنا أحد الطلبة القدامى أثناء ذلك قائلاً: "لقد أمضيت هنا سنوات جميلة جداً". لمسنا الفرح ذاته لدى الشباب، وهم يضحكون بغبطة كبيرة لإنهائهم هذه السنة وتحقيق الأهداف التي سعوا إليها. من ناحيته، حدّثنا رامي قائلاً: "اخترت الدراسة في الفرع العلمي لأنني أود أن أصبح طبيباً. جائت كل عائلتي، وأختي تقف هنا أيضاً إلى جانبي. كانت سنة معقّدة ولكن جميلة جدّاً".
في هذا العام، أتاحت كلية ترسنطا لطلبتها، وللمرّة الأولى، الإنضمام إلى فرع الفندقة، فمنحتهم بذلك خياراً جديداً قد يثير حماسهم. يُدَرِّسُ الموادَ التربوية التقليدية، كاللغتين العربية والإنجليزية، معلّمون من المدرسة، أمّا المواد الأخرى فيُدَرِّسُها معلّمون تلقوا تنشئة خاصّة لإدارة الفنادق. كما وشاركت أيضاً في إلقاء الدروس ضمن هذا الفرع الجديد مجموعة من أشهر الطهاة في بيت لحم، مُشرِكين بذلك الطلبة في خبرتهم الأساسية. شعر الطلبة برضى كبير، رغم الصعوبات التي ظهرت. وقد عبر عن ذلك الأب مروان قائلاً: "كان الأمر صعباً إلى حد ما، خاصة في النهاية، لأن الطلبة شعروا بأنهم قد أضاعوا الوُجهة. فكل شيء بالنسبة لهم جديد: كان عليهم تقديم امتحانات مكتوبة وشفهية وعملية. شعروا بالخوف من الفشل، لكنهم كانوا رائعين". يترك الطلبة المدرسة، لكنّهم ليسوا وحدهم: "فإننا نقدّم لهم خيارين للمستقبل: الإلتحاق بجامعة بيت لحم، إذا ما أرادوا دراسة الفندقة، أو بالأكاديمية الملكية (Real Academy) في الأردن، حيث باستطاعتهم أن يصبحوا طبّاخين. يتم قبول الطلبة في أحد هذين التخصصين إذا ما نجحوا في إمتحان القبول، لكنني أعتقد أنهم مستعدون".
حضر الإحتفال أيضاً حارس الأراضي المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، لمنح الشهادات. وأردف قائلاً: "دون مدرسة جيدة، لا يمكن أن يكون هنالك مستقبل لهؤلاء الشباب، ولا للبلد الذي يسكنون فيه". وكان الأب الحارس قد شارك أيضاً في وقت سابق بإحتفالات توزيع الشهادات في مدارس أريحا والقدس. وبحماس كبير، عبّر عن القيمة التي تمثّلها المدرسة، حيث أضاف قائلاً: "الإمتحان الحقيقي هو الحياة عينها، ولكن متى تعلّمتم أن بإمكانكم تحقيق نتائج من خلال الإلتزام والعمل، فإنكم ستعملون بجدّ في الوقت المناسب لتجنوا ثمار عملكم". في المدرسة، يتعلّم المرء أن يفكّر كي لا يكون عرضة للتلاعب، فتصبح المدرسة مكاناً نتخطّى فيه الأحكام المسبقة التي قد تكون لدينا عن الأصول المختلفة لكل إنسان. وأنهى الأب فرانشيسكو حديثه قائلاً: "في بيئة كهذه، تغدو المدرسة أحد أهم المساهمات في بناء السلام".
Beatrice Guarrera