هل يصوم الفرنسيسكان خلال الزمن الأربعيني؟ | Custodia Terrae Sanctae

هل يصوم الفرنسيسكان خلال الزمن الأربعيني؟

هذا العام، وفي دير المخلص، لم يكن هنالك إحتفال واحد بأربعاء الرماد يجمع كل الإخوة الرهبان. فما أن أنهى طلاب المعهد الإكليريكي إمتحاناتهم، حتى إنطلقوا، يوم الإثنين الماضي، في رحلة لإكتشاف شمال البلاد خلال العدة أيام القادمة. أما الإخوة الذين بقيوا في دير المخلص، فقد شاركوا في الإحتفال بهذا اليوم بصورة حرّة.
بعضهم شارك في القداس الذي إحتُفِلَ به في عيادة الدير. آخرون شاركوا في قداس كلية تراسنطا الساعة 8:30، بينما شارك البعض الآخر في قداس مدرسة الفتيات الساعة 9:30. أما رعية دير المخلص، فقد دعيت إلى الإحتفال بقداس هذا النهار في تمام الساعة الخامسة مساءاً، في مصلى المرحلة السابعة، بسبب الأعمال الجارية في كنيسة دير المخلص.
من جديد، عبر الأب "أرتيميو فيتّوريس"، نائب الحارس، عن تأثره الشديد برؤية بعض من الأطفال، خلال قداس المدارس، "وبعد أن قبلوا على جبينهم الرماد، يمدون يدهم وفيها قطعة من القماش، أو منديل، كي يأخذوا بعضاً من الرماد سواء لجدهم، أو لأحد آخر من أقربائهم، الذين لا يستطيعون المشاركة في الذبيحة الإلهية."
هل يصوم الرهبان الفرنسيسكان خلال الزمن الأربعيني؟
يذكرنا هنا الأب أرتيميو بأن "الزمن الأربعيني هو عبارة عن أربعين يوماً من التحضير للإحتفال بالسرّ الفصحي، وفي ذلك، نوعاً ما، إقتداءٌ بصوم المسيح أربعين يوماً بعد قبوله للمعمودية. إن هذا الزمن، هو زمن للتوبة، لكي نجدد ذواتنا من خلال الإقتداء بالمسيح والإصغاء إلى كلمته، وخاصة في هذه السنة، سنة الإيمان. وهو كذلك زمن صوم وإنقطاع. في دير المخلص، نصوم خلال هذا الزمن كل أيام الجمعة وننقطع عن اللحم أيام الجمعة والأربعاء. خلال هذه الأيام نمتنع أيضاً عن شرب النبيذ والليكير. أما بعض الإخوة المدخنين، فهم مدعوون إلى الإنقطاع عن ذلك. وما تم توفيره من نقود يجمَعُ ويوضع جانباً لحساب الكوريا الخاصة بالرعية لأجل توزيعه بعد ذلك على الفقراء. كذلك، فإن بإمكان كل واحد من الإخوة الرهبان أن يعطي شيئاً من "مصروفه الخاص"، والقليل، لذات الهدف.
"هذا هو الحد الأدنى الذي نحاول القيام به. من ثم، فإننا نترك لكل أخ أن يقرر هو بنفسه ما يريد أن يفعل من المزيد. نعي بالطبع أن بعض الكنائس الأخرى، ويتجه تفكيري بالذات نحو الكنيسة الأثيوبية، تقضي تقريباً نصف السنة في الأصوام. أما الأرثوذكس، والذين يحذوا حذوهم الكثير من مؤمني كنيستنا من منطلق التقليد، فإنهم ينقطعون مدة الزمن الأربعيني كله عن أكل اللحوم، والبيض ومختلف مشتقات الحليب."
وعلى سؤالنا له، أجاب رئيس دير بيت لحم، الأب إستيفان، قال: "في جماعة كجماعتنا، تضم جنسيات مختلفة، يصعب أن نعمم على الجميع قاعدة معينة. فما قد يشكل حرماناً بالنسبة لأحدنا قد لا يكون بالضرورة كذلك لآخر. من هنا، فإنه يعود إلى كل واحد من الإخوة، بحرية وبوعي، أن يختار الصوم والإنقطاع الأنسب له، كل في حدود طاقته. أُلاحظ أحياناً أن بعضاً من الإخوة يمارسون صوماً صارماً. على أية حال، فإننا ننصح الجميع بالمشاركة في رحل الحج التي تقام خلال الزمن الأربعيني."
أشار إلى هذه النقطة أيضاً الأب أرتيميو حيث قال: "إن المشاركة في رحل الحج لهي أمر أساسي، وهي تقام كل أيام الأربعاء. كما وإننا نشدد بشكل خاص على أهمية المشاركة في درب الصليب، وفي مختلف الفروض الدينية التي تقام خلال الزمن الأربعيني في القبر المقدس أيام السبت والآحاد. إن ذلك يتطلب بالفعل جهدا حقيقيا، فإننا وإن كنا نختفل بالدخول الإحتفالي للبطريرك إلى كنيسة القيامة في الساعات الأولى من بعد الظهر، إلا أننا نحتفل بفرض القراءات الساعة 11:40 ليلاً في القبر المقدس، وهنالك من يشاركون بالقداس الذي يحتفل به مباشرة بعد ذلك على جبل الجلجلة، أي أنهم لا يعودون إلى الدير قبل الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً، لينهضوا ممجدداً للمشاركة في قداس الساعة 8:30 صباح اليوم التالي. إلا أننا نرى في هذه الجهود وسيلة لإتباع المسيح، على الدرب التي إختار هو نفسه السير فيه، جسداً وروحاً."
شدد نائب الحارس كذلك على أهمية روح المحبة والخدمة الأخوية اللتين ترتبطان إرتباطاً وثيقاً بهذه "المقاصد" التي نأخذها ونعزم على أن نحققها خلال الزمن الأربعيني.
-----
إلى المسيحيين الناطقين باللغة الإيطالية في الأرض المقدسة: يتيح لكم "المنسك"، الواقع في حقل الجتسمانية، المشاركة في لقاءات القراءة الربيّة (Lectio Divina) التي تقام فيه.

يرجا إتباع الرابط

www.romitaggio.custodia.org