حراسة الأراضي المقدسة تحتفل بعذراء غوادالوبي | Custodia Terrae Sanctae

حراسة الأراضي المقدسة تحتفل بعذراء غوادالوبي

في القدس يُحتَفَلُ أيضاً بعيد سيّدة غوادالوبي. منذ عدّة سنوات تخص حراسة الأراضي المقدسة هذا التقليد بالتكريم، إذ تقيم قداساً احتفالياً في كنيسة دير المخلص. في التاسع من كانون الأول، ترأس حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، إحتفالاً باللغة الإسبانية أحيت ترانيمه جوقة خاصة مكونة من بعض الرهبان والعلمانيين الذي رنّموا على ألحان الغيتار والفلوت والكمنجة. بالنسبة للعديد من الرهبان القادمين من أمريكا اللاتينية، فإنّ الإحتفال بعذراء غوادالوبي جزءٌ هام من تاريخهم وثقافتهم. يضمّ المعهد الإكليريكي الدولي (التابع للحراسة) وحده 14 راهباً من المكسيك وثلاثة من البيرو اضافة إلى اثنين من البرازيل.

ونحتفل في هذا اليوم بذكرى الظهور الذي تمّ عام 1531 في "تيبيياك" (Tepeyac)، شمال المكسيك. ظهرت العذراء لأحد أبناء شعب الأزتيك الذي اعتنق الإيمان المسيحيّ، واسمه خوان دييغو كواوتلاتواتزين ، بينما كان نازلاً من تلة "تيبيياك". طلبت العذراء منه بناء كنيسة تكريماً لها. وبحسب التقليد، طلب الأسقف من خوان دييغو علامة تؤكد حقيقة روايته. حصل خوان دييغو على العلامة حيث قام بجمع زهور نبتت في غير موسمها وفي مكان يصعب الوصول إليه. وعندما أخرجها من معطفه ليريها للأسقف، ظهرت صورة العذراء بطريقة عجائبية على معطفه. هذا هو السبب الذي لأجله لا تزال صورة عذراء غوادالوبي حتى اليّوم محلاً للتكريم والدراسة.

في عظته، تحدّث الأب الحارس عن شخصية مريم وعن دورها القوي في خلاصنا؛ مذكّراً بالإهتمام الذي خص به البابا يوحنا بولس الثاني هذا الظهور. وأردف الأب باتون قائلاً: "في دعوة خوان دييغو، يظهر تفضيل الله للفقراء والصغار. ومن خلال الكلمات التي نطقت بها عذراء غوادالوبي، يمكننا أن نختبر تفضيلها الوالدي لنا". عند نهاية القداس، قدم رئيس المعهد الإكليريكي الدولي الأب دوناتشيانو، شكره إلى المرنّمين وإلى الحراسة، معلناً عن بدء التطواف التقليدي بأيقونة عذراء غوادالوبي حتى ساحة الكوريا التابعة للحراسة. على ألحان نشيد "الغوادالوبانا" (La Guadalupana ) تحرّك التطواف نحو ساحة الكوريا حيث أقيم احتفال تناول خلاله المشاركون مأكولات مكسيكيّة مميّزة.

ساد بين الإخوة فرح كبير، اختلط لدى البعض بمشاعر الحنين. عبر لنا الأخ كارلو لوبيز، القادم من شمال المكسيك، قائلاً: "إنها لحظة تذكّرنا بالأرض وتقاليدها؛ إنها ذكرى المحبّة التي نكنّها للعذراء، التي كانت أوّل مبشرة بالإنجيل في أمريكا". أمّا الأخ دييغو، القادم من وسط المكسيك، فأردف قائلاً: "يقال بأن عدد ’الغوادالوبيين‘ في المكسيك يفوق عدد المسيحيين". من ناحيته روى الأخ رودريغو، القادم من غوادالاخارا، كيف تجتمع العائلة المكسيكية للذهاب معاً إلى مزار العذراء، حيث يضع الأطفال لباساً يشبه لباس خوان دييغو. وتابع قائلاً: "نحن كمكسيكيين، نشعر بالإمتنان العميق لحراسة الأراضي المقدسة التي انفتحت على هذا التقليد". أمّا الأخ أوسكار، عريف المعهد الإكليريكي الدولي، والقادم أيضاً من المكسيك، فقد روى لنا كيف تحتفل مدينته بعيد العذراء سيّدة غوادالوبي في الليلة السابقة، حيث يتوجّه الجميع بحسب التقليد نحو الكنيسة لترنيم "المانيانيتاس" (las magnanitas)، أي الأغنية التقليدية الخاصّة بأعياد الميلاد، للعذراء. وأوضح الأخ اوسكار قائلاً: "هنا أيضاً، في القدس، يوجد رابط قوي مع عذراء غوادالوبي، لأنّ جوهر الراهب هو أن يكون مريميّاً، فحيث يصل الراهب، تصل معه دائماً عذراء غوادالوبي، لأنّه يحملها في قلبه".

وعلّق الأب فرانشيسكو باتون قائلاً: "كان الأسقف الذي قبل طلب عذراء غوادالوبي فرنسيسكانيّاً. وإن التّعبّد لمريم كان موجوداً منذ زمن القديس فرنسيس الذي ألّف صلوات جميلة جدّاً لمريم. إنّ التحدث مع مريم لأمر بسيط، لأنها تمثّل بالنسبة لنا حضور الأمّ."

Beatrice Guarrera