مع القديس فرنسيس، كي نعيش الملوكية كما أعلنها المسيح | Custodia Terrae Sanctae

مع القديس فرنسيس، كي نعيش الملوكية كما أعلنها المسيح

في بيت فاجي، في هذا السبت الثالث عشر من آذار، أنهى فرنسيسكان الأرض المقدسة سلسلة رحلات الحج التي ينظمونها خلال الزمن الأربعيني، لأجل زيارة مختلف مزارات المدينة المقدسة المرتبطة بآلام المسيح.
وبينما تقام رحلات الحج الأخرى أيام الأربعاء، ينظم الفرنسيسكان رحلة الحج الأخيرة هذه يوم السبت السابق لأحد الشعانين، كي يحتفلوا بالذبيحة الإلهية. ففي صباح اليوم التالي، يُحتفل بقداس الشعانين في القبر المقدس، بينما ينطلق بعد الظهر، من مزار بيت فاجي عينه، التطواف الكبير الذي يقود الحجاج إلى أبواب المدينة المقدسة، سيراً على الأقدام.

ترأس الذبيح الإلهية الأب أرتيميو فيتوريس، نائب الحارس، وشاركه في الإحتفال الأب فرانسيشيك فياتر، حارس المزار، والأب مارتشيلو تشيشينيلّي، مسؤول المراسيم الليتورجية لدى الحراسة، وغيرهما عشرون من الكهنة. أما جمع المصلين، فقد تألف من طلبة الإكليريكية الفرنسيسكانية، والعديد من المؤمنين. حثت القراءات، والعظة التي ألقاها الأب أرتيميو، المؤمنين على التأمل في مفهوم الملوكية لدى يسوع. فهو الملك "الذي يفتقر إلى العرش، والتاج والفروة الثمينة المأخوذة من جلد القاقم"، فقد إختار بدلا من ذلك، أن يتنازل ويتواضع. "فماذا بقي له من ألقاب الملوكية؟"، أردف الأب أرتيميو متساءلاً. ثم أجاب: "الخدمة والمحبة". "الخدمة، إذ منحنا حياته، وجعل من نفسه رفيق الفقراء والصغار." "أما المحبة، فهي قوة الله الوحيدة."

لدى دخول يسوع إلى المدينة المقدسة جالساً على إبن آتان، لم يدرك أهل المدينة ألوهيته. "لا يكفي، أردف الأب أرتيميو، أن يُلوَّحَ بأغصان النخيل وأن تنطلق أصوات الهتاف مرددة: "هوشعنا لإبن داؤود". بل، وكما يذكرنا به القديس بولس، يجب أن يكون "فيما بينكم الشعور الذي هو أيضا في المسيح يسوع" (فيلبي 2: 5). أن نكون مسيحيين، يعني أن نعيش في الخدمة وفي محبة الإخوة. والمحبة تظهر من خلال حسن الضيافة التي نقدمها لكل إنسان، وكذلك من خلال العون الذي نقدمه له، بقلب منفتح وبكل تقدير وإحترام. وتتجلى الحياة المسيحية كذلك من خلال المغفرة والرحمة. علينا بالفعل أن نقتدي بالمثال الذي تركه لنا المسيح، وهو الذي "مضى من مكان إلى آخر يعمل الخير"(أعمال الرسل 10: 38).

هذا هو أيضاً المثال الذي تركه القديس فرنسيس لتلاميذه، وهو المثال الذي يجدده البابا فرنسيس اليوم في الكنيسة.

في هذا اليوم أيضاً، وقبل أن يبدأ الإحتفال بالذبيحة الإلهية في بيت فاجي، شرعت مجموعة من المسيحيين بتطواف حاملين في أيديهم أغصاناً من النخيل. هم مجموعة من العمال الهنود المهاجرين، والمقيمين في إسرائيل. وإذ إن اليوم هو يوم السبت، يوم العطلة الأسبوعية لدى اليهود، نظمت بضع مئات منهم، بمبادرة من كاهنهم الأب "جاي"، هذا التطواف. غداً، يبدأ الأسبوع الكبير، الأسبوع المقدس. وفي شركة مع الكنيسة الجامعة، تتابع حراسة الأراضي المقدسة مسيرتها نحو الفصح المجيد، على خطى المسيح، بالمعنى الحرفي والمجازي.