معاً للإحتفال بالقديسة كلارا | Custodia Terrae Sanctae

معاً للإحتفال بالقديسة كلارا

احتفلت راهبات الكلاريس يوم الثلاثاء 11 آب 2015، في القدس، بعيد مؤسستهن القديسة كلارا، وذلك برفقة اخوتهم الرهبان الفرنسيسكان. وقد حضر الإحتفال، ممثلاً عن غبطة البطريرك الغائب حالياً في الأردن، نائبُه في القدس المطران وليم شوملي. كما وحضر الإحتفال أيضاً رئيس الأساقفة جول جوزيف زريعي، مطران الروم الملكيين الكاثوليك في القدس، اضافة إلى العديد من أصدقاء الدير الذين جاؤوا لمشاركة الراهبات فرحهنّ هذا. أعطت القديسة كلارا كل شيء من خلال حياة يومية تأملية وأخوية ومعطائة. وهي لا تزال تُلهم بمثلها هذا أخواتها الراهبات، وأيضاً الرهبان الفرنسيسكان، ذلك أن كلا الرهبانيتين قد تأسستا على يد قديسي أسيزي في ذات الحقبة.
وفي عظته، ذكّر المطران شوملي المؤمنين كيف تركت القديسة كلارا عائلتها، والوسط الذي عاشت فيه وسائر وسائل الراحة والرخاء لتعيش حياة فقر وتخلٍّ، حباً بالمسيح وسائر المتألمين. كما وشكر سيادته الراهبات لأجل حياتهنّ المترسخة في الإيمان. وفي زمن يُخلِّف فيه التطرف الديني الكثير من الدمار، تحمل راهبات الكلاريس في صلواتهنّ اليومية المُجرمَ والضّحيّة على السواء.

كانت رئيسة الدير الأم كيارا كريستيانا قد رحبّت في اليوم السابق بالإخوة الرهبان الذين جاؤوا للإحتفال أولاً بصلاة الغروب الأولى التي ترأسها الأب استيفان ميلوفيتش، ومن ثم بفرض القراءات الذي ترأسه الأب دييفو دالاّ غاسّا. أصغى الجميع أثناء ذلك إلى رواية "عبور" – أو موت- القديسة كلارا، ثم قاموا بتقبيل ذخيرتها. جلس المصلون أمام المذبح، بينما شاركت الراهبات في الصلاة من الجانب الآخر للكنيسة، من خلف قضبان حصنهنّ الرهباني. وارتفعت أصواتهنّ الجميلة والمتناسقة لشكر الله وتسبيحه، مترنمات بنشيد الشكر "أللهم نمدحك" وفقاً لأحد الألحان الأفريقية، وبأناشيد أخرى باللغة الإيطالية "لسيّدة بوفيرتادي"، مؤسسة "السيدات الفقيرات"، اضافة إلى الصلاة الربية باللغة العربية ومجموعة من الترانيم باللغة الفرنسية أيضاً. أظهر ذلك، ولا شك، التنوع الثقافي الذي يتسم به دير راهبات الكلاريس في القدس.

تأسس دير راهبات الكلاريس في القدس عام 1888، على يد مجموعة من الراهبات الفرنسيات. ومنذ ذلك الحين والدير يأخذ طابعاً دولياً. تعيش في هذا الدير اليوم عشر راهبات، خمسة منهنّ ايطاليات وثلاثة من رواندا واثنتان من فرنسا. قامت فتاة ايطالية أخرى بإبراز نذورها الأولى والإلتحاق بهذا الدير أيضاً. حضرت الإحتفال نائبة القنصل العام الفرنسي في القدس، السيّدة مينه دي تانغ، تذكيراً بالرابط التاريخي الذي يجمع الدير ببلده المؤسس.

توجه الجميع بعد القداس للتحدث إلى الراهبات ومعانقتهنّ في الغرفة المخصصة لذلك، متمنين لهنّ "عيداً سعيداً" والكثير من الخير. قامت الراهبات أيضاً بتقديم بعض الضيافة والمرطبات للمصلين في غرفة مخصصة لذلك بجانب الكنيسة.

Hélène Morlet