القدس، 13 شباط 2011. "أشكركم جميعاً لأجل هذه الأمسية. أتحتم لي الفرصة كي أتأمل في غنى الكنيسة بكاريزماتها المتعددة. كانت كيارا لوبيك تقول دائماً بأن الكنيسة هي عبارة عن حديقة رائعة مليئة بالورود من مختلف الألوان. شكراً لكم!" بهذه الكلمات، إختتمت ماريا فوتشي، التي تدعى "عماوس" في حركة الفوكولاري، اللقاء الذي عقد في باحة الكوريا التابعة لحراسة الأراضي المقدسة. دعيت الى هذا اللقاء، مختلف الحركات التي لها حضور في الأرض المقدسة، بما تتمتع به من كاريزما متنوعة. أما الحراسة، فقد قدمت ما إستطاعت من الموارد لإحياء اللقاء، وكذلك نظمت حركة الفوكولاري كل شيء باتقان، بل تم أيضاً تزويد اللقاء بمترجمين الى مختلف لغات الحركات الكنسية الممثلة فيه: الايطالية والفرنسية والانجليزية والبرتغالية والعبرية والعربية. قامت كل حركة وكل مجموعة شاركت في اللقاء، بتقديم نفسها، والتحدث باختصار عن قصتها وخبراتها المختلفة في الأرض المقدسة. "لقد تم تنظيم هذا اللقاء الذي ضم مختلف الحركات الكنسية، بما لكل منها من كاريزما خاصة، كي نمضي معا بعض الوقت، ولكي يتعرف كل منا على الآخر،" قالت ماريا فوتشي، "اللقاء مع الآخرين هو أمر غاية في الأهمية بالنسبة لحركتنا: أن نحب كل شخص، دونما تمييز بسبب الكاريزما أو الايمان أو المعتقد الديني أو القناعات، حتى أعدائنا؛ أن نكون سباقين الى الحب دون أية دوافع خفية، مدركين بأننا قد لا نحصّل شيئا في المقابل؛ أن نحب دائماً؛ ليكونوا بأجمعهم واحدا: كما أنك في، يا أبت، وأنا فيك فليكونوا هم أيضا فينا ليؤمن العالم بأنك أنت أرسلتني" (يوحنا 17: 21)… هذه واحدة من النقاط الأساسية التي تتميز بها الكاريزما خاصتنا، أن نكون واحداً، وكل كاريزما من كاريزماتنا هي جزء من جسد المسيح الذي تجسد هنا، في هذه الأرض المقدسة. كل إنسان بحاجة الى الحب وقادر على أن يحب."
مذكِّرة بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني، التي ألقاها ليلة الاحتفال بعيد العنصرة في 30 أيار من عام 1998، قالت ماريا فوتشي بأن الروح القدس، الذي إستُدعي خلال تلك المناسبة الهامة، قد عمل طوال هذه السنين، وإن علاقات تعاون قد نشأت بين مختلف الحركات والجماعات، ونمت. "من خلال الشركة بين مختلف الحركات، يصبح بمقدور كل واحدة الإستفادة من الأُخرى. هي حركات بينها تكامل؛ فلدى الواحدة ما تفتقر اليه الأُخرى. في هذه الشركة، نعيد إكتشاف وتأكيد هويتنا، أمينين على ما لدينا من هبة خاصة. ومن خلال تقويتنا للكاريزما الخاصة بنا من خلال هذه الشركة، نضحي عوناً للكنيسة التي ترى الى جانب روحانيتها البطرسية الروحانية المريمية التي تتمتع بها هذه الحركات. لا أرى أن هنالك خطرَ محاولة التوفيق بين المعتقدات المختلفة لهذه الحركات، بل أرى بالإحرى حاجة الى التبادل بين مختلف الكاريزمات." ذكَّرت ماريا فوتشي بعد ذلك، بكلمات الأم تريزا التي قالتها يوماً لكيارا لوبيك: "ما تفعلينه، لا أستطيع أنا أن أفعله، ولكن ما أفعله أنا، فأنت لا تستطيعين فعله. لدينا كاريزما مختلفة وكلانا يخدم الكنيسة." اختتم اللقاء بلحظات خصصت للصلاة، عبر خلالها الكثيرون عن امتنانهم لأجل هذه الأمسية الرائعة، ورفعوا الى الله الشكر على تعدد الكاريزمات في الكنيسة، متمنين بأن تكون جميعها لخير الكنيسة في الأرض المقدسة.
عقب ذلك، كانت هنالك لحظة من المشاركة الأخوية تناول خلالها المشاركون شيءً من الطعام وتبادلوا الوداع الأخير، متمنين بأن يكون لهم لقاء آخر تجتمع فيه مختلف هذه الحركات من جديد. ستقيم ماريا فوتشي لقاءاً آخر يوم الأربعاء 16 شباط في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر، في جامعة القدس العبرية، حول موضوع: "دور الحوار في تعزيز السلام".
Marco Gavasso