قضى الرهبان أسبوعين من العمل المكثف في المجمع الذي انعقد في القدس ولم يتخلله سوى يوم واحد للراحة. وقد شارك بعضهم في بيت لحم للاحتفال بالقداس الأول للأخ عِماد الذي رُسِم حديثا، في حين ذهب آخرون في زيارة إلى منطقة السامرة. وبعد توقف عند بئر يعقوب بمدينة نابلس، واصلوا رحلتهم إلى سبسطية لزيارة موقع آثار السامرة القديمة برفقة كارلا بينيللى، وهي مؤرخة فنون في جمعية الأرض المقدسة.
هذا وقت للاختبار وقد رافقت الجميع لحظات صعبة حتى اليوم الأخير من المجمع.
بدأ ذلك اليوم من أعمال المجمع في وقت مبكر، حيث ذهب الحارس فرانشيسكو باتون مع جميع الرهبان إلى كنيسة القيامة للاحتفال رسميا بعيد تدشين كنيسة القيامة.
ثم التأمت الجمعية العامة، ووجه رئيس المجمع، الأب جاكاب فارناي، كلمة ختامية إلى الرهبان وصف فيها الطريق الروحية التي يُطلبُ من الرهبان أن يلتزموا بها، فقال: "كان المجمع بمثابة الطريق إلى البئر بالنسبة للرهبان الذين سيطلبون من الرب منحهم ماء الحياة، على غرار المرأة السامرية، لمساعدتهم في رسالتهم المهمة في الأرض المقدسة ".
كان يوما تلقى فيه كل راهب في المجمع رسالة الرئيس الختامية التي كُتِبت بشكل متماسك يحثّ على العمل.
الأب إبراهيم الصباغ الفرنسيسكاني
كاهن الرعية في حلب
"تقاسمنا الخبرات الجميلة، وأستطيع القول أن مركز اهتمامنا جميعا هو قلقنا وحرصنا على سوريا. وقد أظهر جميع الرهبان قربهم منا ومن المعاناة التي نعيشها في سوريا، وواصلوا الصلاة لأجلنا ".
كان المجمع أيضا فرصة لانتخاب إدارة جديدة تدعم الحارس في قيادة الأخوة الأصاغر.
الأب فرانشيسكو باتون
حارس الأرض المقدسة
"أود القول أيضا أن ما يبدو كجزء مهم من الرحلة التي تنتظرنا، نحن الرهبان في حراسة الأرض المقدسة، هو أن نسير أولا وأخيرا بشكل ينسجم مع الرهبنة التي ننتمي إليها، ومع الكنيسة الجامعة بشكل خاص، فالحراسة لديها مهمة لتكون داخل الكنيسة المحلية، لكن بمنظور عالمي ينعكس من خلال الطابع الدولي الخاص بنا".
جميع الرهبان شاركوا أخيرا في درب الصليب عبر شوارع القدس، وأنهوا بذلك رحلتهم أمام القبر الفارغ للقائم من بين الأموات.
الأب فرانشيسكو باتون
حارس الأرض المقدسة
"المجمع سلط الضوء أيضا على جانب التبشير. وقال كثيرون منا في مناسبات متكررة أننا وُلدنا لنقوم بمهمة تبشيرية. فحراسة الأرض المقدسة هي أول بعثة تبشيرية لرهبنتنا، وهي مستمرة بانتظام منذ ثمانية قرون. قلنا أنه يجب علينا أن نستمر في اتجاه التبشير، ونواصل مهمتنا بكل الوسائل المتاحة لدينا، بدءا بالأنشطة الرعوية وحتى استخدام المدارس ووسائل الإعلام".