مجموعة من الرهبان الفرنسيسكان التابعين لإقليم مصر في زيارة إلى الأرض المقدسة | Custodia Terrae Sanctae

مجموعة من الرهبان الفرنسيسكان التابعين لإقليم مصر في زيارة إلى الأرض المقدسة

قامت مجموعة من الرهبان الفرنسيسكان التابعين لإقليم العائلة المقدّسة في مصر، بزيارة الأرض المقدّسة وذلك ما بين يومي الأربعاء 25 شباط والخميس 3 آذار. وتأتي هذه الزيارة في إطار التنشئة الدائمة التي تمنحها الرهبنة للإخوة مدّة حياتهم. قام بتنظيم هذه الزيارة الأب ابراهيم فلتس، وكيل حراسة الأراضي المقدّسة، وهو من أصول مصرية.

وفي لقائنا معه، أوضح لنا الأب كمال وليم، مسؤول التنشئة المستمرة ورئيس دير القديس أنطونيوس البادواني في الظاهر، قائلاً: "إنها المرّة الأولى التي يزور فيها هؤلاء الرهبان الخمسة والعشرون الأرض المقدّسة. وهي المرّة الأولى أيضاً، التي يتم فيها تنظيم مثل هذه الزيارة". إنهم مجموعة مكوّنة من 27 راهباً (إثنين منهم مرافقون)، معظمهم من الإخوة الشباب الذين لم تمرّ بعد 10 سنوات على نذورهم الرهبانية الإحتفالية. وأشار الأب كمال قائلاً: "لديهم إذاً برنامج للتنشئة يرتكز على زيارة الأماكن المقدّسة".

قام الرهبان بزيارة بيت لحم والناصرة والقدس. وأوضح الأب كمال قائلاً: "الهدف هو أن نقوم بخبرة مرتبطة بالكتاب المقدّس. وأن نتقرّب من الأماكن المقدّسة من خلال الأناجيل، ضمن الإطار الملموس الذي ألقى فيه المسيح تعليمه. كوننا رهباناً فرنسيسكانيين مصريين، لا نستطيع أن نفصل بين مصر والأرض المقدّسة. مصر هي أيضاً أرض مقدّسة، فقد استقبلت العائلة المقدّسة فيها. لذلك فإن اقليمنا الفرنسيسكاني يدعى بإقليم العائلة المقدّسة".

ظلّت حراسة الأراضي المقدسة مسؤولة عن المنطقة التي تقع في شمال القاهرة حتى عام 1992، بينما كان الرهبان الذين يسكنون المنطقة الممتدّة ما بين القاهرة وأسوان تابعين لإقليم الرهبنة في توسكانا (ايطاليا). قامت أديرة مصر في عام 1992 بالتجمّع وتأسيس إقليمٍ موحَّدٍ أطلقوا عليه إسم "العائلة المقدّسة"، استُثني منه دير "موسكي"، الذي لا يزال تابعاً لحراسة الأراضي المقدّسة. لدى الحراسة اليومَ 9 رهبانٍ من أصول مصريّة، يخدمون في مصر وخارجها.

أضاف الأب كمال قائلاً: "لو أردت أن أُلَخّصَ ما قمنا به أثناء إقامتنا في الأرض المقدّسة، لقلتُ بأنها خبرة روحية عميقة مع الكتاب المقدّس، قد لَمَسَت ولا شك جميع الإخوة الذين شاركوا فيها، وإنني أرجو أن تنعكس هذه الخبرة على دعوتهم."

امتزجت في نفس الأب دانيال الطيب الفرنسيسكاني، كاهن رعيّة مار جرجس للأقباط الكاثوليك في الأقصر، مشاعر الفرح بمشاعر الحزن، أثناء إقامته في الأرض المقدسة. وأوضح لنا بصوت هاديء قائلاً: "تخيّلوا أنني قد سرت على تراب الأرض التي لمسها المسيح. كل ما رأيته يشهد لحضور يسوع. إنها خبرة مذهلة! أن نتكلّم عن الأرض المقدسة أمر يختلف تماماً عن العيش والإقامة فيها."

وتابع قائلاً: "عندما نعتاد على الأماكن المقدّسة، فإننا – رهباناً كنّا أم علمانيين- نفقد أحياناً روحانية ومعنى قداسة هذه الأماكن. نلمس في القدس مدى الرغبة لدى الديانات الثلاثة باللقاء مع الله. ذهبنا إلى حائط المبكى، ورأيت كيف يصلّي اليهود من كل قلوبهم، كما رأينا أيضاً حماس المسلمين الذين يصلّون هم أيضاً إلى الله. ويصحّ القول بأن الأوضاع هنا صعبة، فالجسد يسيطر غالباً على الروح، ويَضعف الإنسان. في هذه اللحظة تظهر رحمة الله. منذ أن لمست هذه الأرض، شعرتُ بهزّة داخليّة عميقة."

"رغم الأوضاع الصعبة التي تسود البلاد، إلا أن الرهبان على يقين من محبّة الله لجميع البشر... مَن لم يزُر بعدُ الأرض المقدّسة، فإن عليه أن يصرف حتى آخر "جُنَيهٍ" في جيبه ليأتي إليها، إن كان لديه المال. أمّا مَن ليست لديهم هذه الإمكانية، فإنّ محبّتهم لله لا تقلّ عن هؤلاء."

N.H.