مقابلة مع الوكيل العام للحراسة الأب طوني شكري: دعم الحراسة هو دعم للرسالة التربوية من أجل السلام

مقابلة مع الوكيل العام للحراسة الأب طوني شكري: دعم الحراسة هو دعم للرسالة التربوية من أجل السلام

نواصل من خلال سلسلة من المقالات نقاشنا حول أوضاع مدارس ترسنطا والعمل التربوي الذي تقوم به الحراسة، إذ أضحت التربية على الاحترام المتبادل وثقافة السلام، أمراً ملحاً وضرورياً اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وبعد المقابلة التي أجريناها مع الأب إبراهيم فلتس، هوذا وكيل الحراسة، الأب طوني شكري، يشرح لنا بالتفصيل مركزية هذه الرسالة التعليمية للحراسة في الأرض المقدسة، وماهية الموارد المستثمرة في هذا القطاع.

أبونا طوني، يعود تاريخ الرسالة التربوية للحراسة في الأرض المقدسة إلى القرون الأولى للوجود الفرنسيسكاني.

بالضبط: الرسالة التعليمية هي جزء لا يتجزأ من وجودنا في الأرض المقدسة. منذ عام 1550، افتتح الفرنسيسكان أول مدرسة رعوية لهم في بيت لحم، ومن ثم في القدس والناصرة، وبذلك كانوا قد افتتحوا تقليدًا طويلًا في مجال تعليم الشباب. على مر القرون، أصبح التعليم أكثر "تكاملا"، متبعا لنموذج التعليم المستمر الذي يربط الدراسة بالحياة والتعليم المرتبط بضرورة التربية على ثقافة السلام واحترام الآخر.

ففي نهاية المطاف، ما هو المعنى الذي سيكون لوجودنا كرهبان هنا إذا لم نعتني بالناس، بالإضافة إلى العناية بالمزارات والأماكن المقدسة؟ إن الاهتمام والرعاية التي أظهرها يسوع للآخرين تدفعنا إلى التزامنا بالترحيب بجميع إخوتنا في هذه الأرض، دون تمييز على أساس الدين أو الحالة الاجتماعية، ولهذا السبب نواصل استثمار العديد من الموارد في المدارس.

لا نريد أن تقتصر رسالتنا على منح الأطفال ثقافة ومساعدتهم في العثور على عمل، بل علينا في الوقت نفسه أن نعلمهم تقدير الجمال والتعايش والسلام، وأن نسمح لهم بالتواجد في العالم وفي المجتمع دون أن يتم استغلالهم، وأن نمنحهم أفقاً مختلفة. الهدف هو تكوين شخص "مستقل"، ومنحه أدوات التفكير النقدي الذي يحرره من خطر التعرض للأيديولوجيات".

هل يمكنك أن تعطينا بعض الأرقام: كم عدد المدارس الموجودة وكم عدد الطلاب؟ ما هو المبلغ الذي تستثمره الحراسة في كل واحدة منها؟

"توجد لدينا 20 مدرسة وحوالي 12000 طالب (بالإضافة إلى حوالي ألف معلم وموظف غير مدرسي) موزعين على كافة أنحاء المناطق التابعة لإقليم الحراسة. تغطي مدارسنا جميع الفصول الدراسية، من مرحلة ما قبل المدرسة (التمهيدي) إلى المرحلة الثانوية؛ وهم "مختلطون" من حيث الجنس والدين. لنأخذ على سبيل المثال، المدرسة في عكا، حيث معظم الطلاب هم من المسلمين. إن مدارس الحراسة، من بين جميع المدارس المسيحية في الأرض المقدسة، هي الأكبر على وجه التحديد بسبب السمات التي تميزها، وهي: الشمولية والترحيب وجودة التدريس.

بشكل عام، تقوم العائلات بتغطية 35% فقط من تكلفة كل تلميذ: وتغطي الحراسة بقية الرسوم. ولأعطيكم مثالاً على تكاليف المدرسة الواحدة، فلننظر إلى مدرستنا في بيت لحم: تحتاج مدرستنا في بيت لحم إلى حوالي نصف مليون شيكل للرواتب وتكاليف المرافق والنفقات العامة والصيانة... أي 250 ألف دولار شهرياً لمدرسة واحدة فقط».

الوضع اليوم

"إن المدارس هي التي تستنفذ معظم موارد الحراسة، خاصة في مثل هذا الوقت العصيب، حيث تكون الموارد متباعدة وقليلة، ويكون هناك انخفاض حاد في الدخل بسبب النزاع. وفي حالات كثيرة، فقد العديد من الآباء اليوم وظائفهم بسبب غياب الحجاج أو كنتيجة مباشرة للحرب، وبالتالي لم يعد بإمكانهم دفع الرسوم عن أطفالهم. وبهذه الطريقة، قامت الحراسة بدعم المدرسة بالكامل.

أما المصادر الاقتصادية التي نغطي بها تكاليف المدارس فهي: لمّة الجمعة العظيمة والتبرعات الخاصة والدعم عن بعد. أما مؤسسة FFHL (المؤسسة الفرنسيسكانية للأرض المقدسة) فهي تضمن لنا جمع التبرعات وتأمين المنح الدراسية. يحاول مفوضو الأرض المقدسة وجمعية الأرض المقدسة (Pro Terra Sancta) والوكالة العامة تنفيذ استراتيجيات وحملات للتبرع لتمويل المدارس، وهو واقع لا يمكننا أن نتركه دون مساعدة.

كيف يمكن للناس أن يدعموا مدارس الأرض المقدسة؟

"من خلال صفحة "تبرع الآن" الموجودة على الموقع الإلكتروني لحراسة الأرض المقدسة واللمّة القادمة ليوم الجمعة العظيمة (29 آذار)، في كافة أنحاء العالم. هذا هو المصدر الرئيسي لدعم الحياة في الأماكن المقدسة وحولها".

Silvia Giuliano