تناول طعام الغذاء مع الرئيس السّوري | Custodia Terrae Sanctae

تناول طعام الغذاء مع الرئيس السّوري

في الأيّام السابِقة لعيد الميلاد، قام الأسقف لوقا، مِن بطريركيّة الروم الأرثوذكس، بدعوتي لتناول طعام الغذاء برفقة الرئيس السّوري بشّار الأسد في يوم عيد الميلاد عينه، في دار البطريركيّة. فقلتُ لهُ بأنّ الأخ رموالدو، مُمَثِّل الأُسقُف، موجود، وبأنّه النائب الأسقفي في دمشق. ولكنّه أكَّد لي أنَه قد تسّلَّمَ إسمي، وأنه علاوة على ذلك، لن يكون هنالك تبادل التمنيات التقليدي الذي كان يتم مِن قِبَل مُمَثِّلين عن المُنَظّمات الرسميّة للحكومة، كما كان متعارَفا عليه في السّنين الماضية. وبعد أن قمت بإخبار الأخ رموالدو بالأمر، وقد شجّعني على الذّهاب، قمت بالإتّصال بالأخ فيليبّو، موفَد الحارِس، لأُعلِمَهُ بأنّه سيكون هنالك تسلسل مُختَلف لحفلة التمنيات في هذه السّنة لذلك- على الأقل إذا أراد أن يأتي لزيارة الإخوة- فإنه يستطيع أن يهيئ زيارتَه لنا بحرّيّة أكثر.

بعد القدّاس الإلهي ليوم العيد (السّاعة 10: 30 صباحاً)، وتبادل التمنيات مع أبناء الرعيّة، ذهبت إلى بطريركية الروم الأرثوذكس، حيث كان مُجتمِعاً عدد من ممثّلي كنائس مسيحيّة مُختَلفة. وكان قد وصل أيضاً القاصد الرسولي، المونسنيور جيوفانّي باتستا مورانديني. وقد التقينا في صالة السينودس، مُنتظرين وصول باقي المدعوّين: ممثّلي الجماعات غير المسيحيّة: السُّنّة، والشّيعة، والدروز والإسماعيليين. ثم دُعينا لكي ننضمّ إلى بطريرك الروم الأرثوذكس، هزيم؛ وبطريرك السريان الأرثوذكس، زكّا (والذي يظهر في الصّورة أمام بشّار الأسد) ، والذي كان قد أستقبل الرئيس آنفاً. لقد كان عددنا خمسون شخصاً. وقد ألقى البطريرك هزيم ترحيباً رسميّاً، بكلمات بسيطة وصادرة عن القلب. كما وقد قام المفتي بدوره، بإلقاء خطاب طويل، يُذكر فيه بأن سوريّا هي وطن الثلاثة أديان الموحى بها. وقد قام بالاقتباس من صورة العذراء، كما لو مِن واحد مِن الأناجيل المحرّفة “أبو كريف”، الذي فيه يتم الحديث عن النبي محمّد الذي يأتي بعد المسيح.

لقد كان التركيز على موضوع العيش بسلام بين أبناء الأديان كافّة. وقد تكلّم الرئيس بشّار الأسد وشرح لنا الهدف مِن وراء هذا اللقاء: فهو ليس فقط تبادل التمنّيات والتهاني بمناسبة العيدين – عيد الميلاد المجيد للمسيحيين وعيد الأضحى للمسلمين-، ولكن لنُري العالم، مِثالاً على العيش بسلام بين أبناء الديانات المُختلفة معاً. لقد تمّ تقديم وجبة الغذاء بشكل راق جدّاً، وبدون أي تأخير. وقد إختتمنا اللقاء بأخذ صورة تذكاريّة على درج مدخل البطريركيّة. وقد بدا أنّ هذا اللقاء، كان ذا أهمّيّة بالنسبة لتشجيع سكّان البلد على إحترام بعضهم البعض، وعلى العيش معاً بسلام وتناغُم.

الأخ يوسف قونسطنطين الفرنسيسكاني