يافا: شباب الرعية يتعاونون في انشاء بيتين في الفلبين. | Custodia Terrae Sanctae

يافا: شباب الرعية يتعاونون في انشاء بيتين في الفلبين.

كما في كل عام، وفي آخر شهر نوفمبر، يستخدم ديوان دير مدينة يافا بأكمله لاستقبال سوق عيد الميلاد. في هذا العام، سيتم فتحه من 28 نوفمبر وحتى 7 ديسمبر. هي عبارة عن خدمة للشعب، مسيحي أم لا، هدفها أن تزوده بزينة وأغراض عيد الميلاد، ومنها مغارة الميلاد، والشموع، والنجوم، والشجر، الخ.

أما ما سيتم تحقيقه من أرباح، فسيتم في الحال تقسيمه إلى قسمين: فالقسم الأول سوف يتم تخصيصه من أجل دعم نشاطات مدرسة الأحد، أما القسم الثاني فسيتم ارساله إلى روما، حيث يتم ايداعه في سلة التقادم التي تصل من مختلف الجماعات المسيحية في العالم، إلى العمل الحبري من أجل الأطفال في الارساليات، وهو عمل يمثل دعما لحاجات أطفال الكنيسة الأكثر فقرا.



كيف كانت ولادة هذا النشاط؟

هذا تاريخه: في رعية يافا، ومنذ عدة سنوات، توجد مجموعة من الشبيبة، يعمل شبابها كمنشطين لمدرسة الأحد، التي أسسها الأب عبد المسيح، ودعمها خلفه، الأب ابراهيم نجيب. وان الشباب الذين شكلوا هذه المجموعة، هم الآن في آخر سنوات لهم في الليسي (lycée) ومدرسة الأرض المقدّسة الثانوية.

خلال هذه السنوات، خدموا ولا يزالون يخدمون الأطفال المسيحيين في يافا: اللاتين، والأرثوذكس، والروم الملكيين الكاثوليك، والموارنة، والأقباط والبروتيستانط. أما نشاطهم فيتركز في تقديم التعليم المسيحي العادي، كما وفي نشاطات اجتماعية للأطفال، يقدمونها خاصة خلال يوم الأحد، وخلال فترة العطلة الصيفية، عن طريق تنظيمهم لمخيمات مدرسية تلقى بالعادة نجاحا كبيرا. انطلاقا من العام 2000، وكوني المدير الوطني للأعمال الحبرية الارسالية، ثم، ومنذ العام 2001، كوني كاهنا لرعية يافا، بحثت عن الطريقة التي استطيع فيها توسيع آفاق هؤلاء الشباب، بأن أضع بعضا منهم على اتصال مع روما من خلال اجتماعات ارسالية مختلفة تقيمها "الطفولة الارسالية" في ايطاليا وفي أجزاء أخرى من أوروبا. كان هدفي هو توجيه الطاقات الكبيرة الكامنة في عناصر كنيسة الشرق الأوسط باتجاه عمل ارسالي، يشكل بالنسبة لي، كما ولسائر الكنيسة، خروجا من "جيتو" رعيتي الخاصة، أو جماعتي الرهبانية أو الاجتماعية، الأمر الذي يترجم في اللغة العربية بالتعبير "طائفة"، حتى نستطيع ان نرفع أعيننا نحو آفاق الارسال العالمي، والى المعنى الأصيل للشهادة، لأن المسيحي هو شاهد ليسوع أمام الجميع، بممارسته أولا، لخدمة المحبة. هذه الفكرة، تشكل جزءا شاملا في تعليم القديس فرنسيس.

كل ذلك ضمن قناعتنا بأن مسيحيينا، وخاصة الشباب من بينهم، الأغنياء بخبرتهم التاريخية لكنيسة الأرض المقدّسة، لديهم شيئا يقولونه إلى العالم أجمع. هذه المجموعة في يافا، هي مجموعة كسرت حواجز "الطائفية"، من خلال خدمة وممارسة المحبة أولا وقبل كل شيء من خلال اللقاء مع أطفال مختلف الكنائس المسيحية في الارض المقدسة الذين يعيشون في أحوال أكثر صعوبة منهم. الأمر الذين حقق بعد ذلك، القفزة إلى الانفتاح من خلال الطفولة الارسالية، على العالم أجمع.

نال هؤلاء الشباب قليلا فقليلا خبرة اللقاء مع يسوع، الذي أصبح فعلا صديقهم وجزءا أساسيا من حياتهم. وخلال هذه السنوات، قاموا باتمام العديد من المشاريع منها:
1. في جنوب أفريقيا: الحصول على أسرة لتجهيز مشفى للأطفال؛
2. ليبيريا: تجيز بمنقولات لمدرسة تهدف إلى استقبال الشباب الذين هربوا من الحرب؛
3. بيت لحم: الحصول على أجهزة سمعية للصم والبكم؛
4. الفيليبين: انشاء بيت صغير لعائلة فقيرة في المكان.


يسعدني أن ألح، في اطار المشاريع الاخيرة التي أعدها قريبة جدا من قلبي، على التحضير لبيع رزنامة العام 2009 والتي ستهدف الأرباح من بيعها الى انشاء بيت ثان صغير لعائلة فقيرة في الفليبين، يعود الفضل في ذلك إلى مخطط المعونات "غواد كالينغا" الخاص بجموعة الصلاة "أزواج من أجل المسيح" الفاعلة في قلب رعية يافا. تم بناء البيت الأول في عام 2007. انها علامة على محبة حقيقية، ليس فقط لعائلة من الفلبين، أي فقط مساعدة أعطيت إلى فقيرين حقا، ولكن أيضا تقارب عميق في يسوع بين الجماعة المسيحية الفلبينية في يافا – العمال المهاجرون، والذين تصل أعدادهم إلى الآلاف- والجماعة المسيحية العربية، الكنيسة الأم. هذه المبادرة تشكل محاولة لعيش الشركة الرعوية من خلال مشروع مشاركة في المحبة. في يسوع، مع يسوع ومن أجل يسوع، فان كل الحواجز الاجتماعية والثقافية الموجودة بين الاعراق المختلفة، يتم تحطيمها.

منذ العام 2000 وحتى اليوم، ارسلت هذه المجموعة من شباب يافا، 90.482 شيكل، إلى أشخاص يحتاجون اليها في العالم (وهو ما يقارب 23.200 دولار أمريكي). وما أعلمه هو أن هذه التقدمات بالتأكيد نادرة، بالنظر إلى وسطنا الشاب.

أشكر الرب، وسكرتير الأعمال الحبرية للطفولة الارسالية، الأب باتريك، كما وجميع أصدقاء السكرتير في روما من أجل المساعدة الاخوية التي تساهم في تحقيق رسالة الطفولة الارسالية هنا في يافا-تل أبيب. بالنسبة لي، يشكل هذا اثباتا بأنه في الارض المقدسة، بالامكان أن تدار مشاريع تمثل كنيسة حية، وأن شبابنا على مقدرة من صنع العجائب عندما يصلون إلى رؤية يسوع في الفقراء.

السلام لكم، وأتمنى لكم عيد ميلاد سعيد.

الأخ أرتورو فاساتورو الفرنسيسكاني، مدير الأعمال الحبرية الارسالية في الأرض المقدّسة.