عيد الجسد في كنيسة القيامة | Custodia Terrae Sanctae

عيد الجسد في كنيسة القيامة

2012/06/06-07

إن سر الإفخارستيا، المتمثل بسر جسد ودم الرب يسوع المسيح، هو منبع حياة الكنيسة جمعاء وذروة بركاتها، ومصدر النعم والخلاص في العالم كله.
احتفلت الكنيسة الأورشليمية يوم الخميس 7 حزيران بعيد الجسد في كنيسة القيامة، بدءا من الساعة التاسعة صباحا بالدخول الرسمي لموكب الرهبان والكهنة والقواسين الأربعة، هذا الموكب الذي ترأسه سيادة المطران بولس ماركوتسو النائب البطريركي للاتين في إسرائيل ورافقه لفيف من الرهبان والراهبات والحجاج والمؤمنين من كل انحاء العالم.
بدأت الاحتفالات بهذه المناسبة المقدسة بصلاة السحر وتلاها القداس الإلهي. وأشار المطران ماركوتسو في عظته إلى تاريخ الاحتفال بهذا العيد، وقال إن الكنيسة تحتفل بهذه المناسبة منذ القرن الثالث عشر، حين أدخل البابا "أوربانوس الرابع" في شهر أيلول من عام 1264، عيد الجسد إلى حياة الكنيسة، وأعلنه عيدا سيديّا عقب المعجزة الإفخارستية التي حدثت في تلك الفترة في مدينة "بولسينا"، والتي تقع في أواسط إيطاليا. وما جرى في هذه المعجزة أن الكاهن الذي رفع بيديه الخبز، أخذ الدم يسيل على يديه من قطعة الخبز المقدسة، التي كانت على المذبح خلال القداس الإلهي. ونوّه سيادته إلى معاني هذا العيد الذي يأتي في سياق تحضيرات الكنيسة لمؤتمر الإفخارستية العالمي تحت شعار: الإفخارستية اتحاد مع الله وفيما بيننا". وأشار إلى أن هذا المؤتمر سيعقد بين العاشر والسابع عشر من حزيران في دبلين، بمشاركة ممثلين عن الكنيسة المحلية من فلسطين والأردن وإسرائيل وقبرص. وتابع سيادته قائلا: "من هذا المنطلق تدعونا الكنيسة لكي نعيش من جديد هذه الوحدة على كافة الأصعدة في العائلة، في الرعايا، في الكنيسة، بين الأديان والثقافات في أرضنا المقدسة".
وبعد القداس، حمل الأسقف الشعاع المُذهّب الذي يحتوي على جسد المسيح الإفخارستي على المؤمنين، ونُقله في تطواف مهيب، كما في سائر الأعياد الاحتفالية الكبرى، ثلاث مرات، حول القبر المقدس، ثم توقف برهة أمام حجر التحنيط، وأمام المذبحين اللذين يحييان ذكرى ظهور القائم من بين الأموات لمريم المجدلية ولمريم العذراء أمه.
اما عشية العيد، أي مساء يوم الأربعاء في الساعة الثالثة والنصف، فقد بدأ موكب ديني رسمي من البطريركية اللاتينية حتى كنيسة القيامة، وترأسه سيادة المطران كمال بطحيش، مع الرهبان الفرنسيسكان وطلاب المعهد الإكليريكي للبطريركية. وقام الجميع بتلاوة صلاة الغروب والتطواف حول القبر المقدس ثلاث مرات.
ومن ناحية ثانية ترأس الأب أرتيميو فيتوريس نائب حارس الأراضي المقدسة الاحتفال بصلاة الليل بمرافقة عدد من الرهبان، وفي منتصف الليل تقدم الأب أرتيميو موكب الرهبان الفرنسيسكان إلى القبر المقدس لأداء فرض القراءات، بتلاوة المزامير والصلوات المستمدة من الكتاب المقدس.
وجدير بالذكر أن الكنيسة أقرت تحديد يوم الخميس الثاني بعد عيد العنصرة، للاحتفال بالحضور الحقيقي لجسد المسيح ودمه في الإفخارستيا، ولا يقتصر الاحتفال بالعيد على الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، بل تحتفل به الكنائس الشرقية الكاثوليكية. ومع مرور الزمن نقلت بعض الكنائس احتفالها بالعيد إلى يوم الأحد الذي يلي خميس الجسد ، وذلك حرصا على إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المؤمنين للمشاركة في الاحتفال بالعيد.