إن العدل والسلام والحيافظة على الخليقة هي، بالنسبة للفرنسيسكان، مباديء يجب التشجيع على احترامها. لذلك، قامت رهبانية الإخوة الأصاغر بتأسيس مكتب - تقع عليه مسؤولية التحفيز على هذا الموضوع وخلق الوعي بأهميته- يُدعى "بالمكتب العام لأجل العدل والسلام والمحافظة على الخليقة" (JPIC). وقد استطاع المدير العام لهذا المكتب، الأخ جيم كامبوس، التحدث عن المشروع لرهبان حراسة الأراضي المقدسة، أثناء إقامته في القدس لعدة أيام. أُقيم اللقاء في الثلاثين من شهر أيار، حيث أوضح الأخ جيم خلاله أن "هذه القيم ليست وليدة لحظة معيّنة من التاريخ، بل هي آتية من يسوع نفسه، ونجد لها أثراً في كرازته". وبحسب مدير المكتب أيضاً، فإن البعد الذي تتكون منه فكرة العدل والسلام والمحافظة على الخليقة، هو "بعد جوهري في دعوتنا. وعليه لذلك أن يُحَبّ، مثله مثل سائر أبعاد دعوتنا الأخرى، وأن يكون جزءاً من التخطيط لنشاطاتنا الرعوية".
مكتب العدل والسلام والمحافظة على الخليقة (JPIC). إجتمع رهبان حراسة الأراضي المقدسة في قاعة الحبل بلا دنس، في دير المخلص في القدس، قادمين من أخويات مختلفة في الأماكن المقدسة التي تسهر على حراستها. وأمام هذا الجمهور من المستمعين، أوضح الأب جيم كامبوس طبيعة العمل الذي يقوم به فعلياً مكتب العدل والسلام والمحافظة على الخليقة، الذي يديره. يرافق المدير - الذي يدعى أيضاً بالمنشط- مساعد. وهنالك كذلك 13 مؤتمراً يجمع الأقاليم المختلفة وفقاً للغة والموقع الجغرافي والعددـ كما وهنالك مؤتمر رابع عشر، هو مؤتمر الأرض المقدسة. لكل مؤتمر ممثّل يشارك في المجلس الدولي للعدل والسلام، ولكل مؤتمر أيضاً منشّط. للمكتب المركزي، في روما، ثلاث مهام:
1. التنشئة: بإصدار كتابات مساعدة، وتحرير نشرة (bulletin) "التواصل" (Contact) مرة كل أربعة أشهر، وتنظيم مساق "العدل والسلام والمحافظة على الخليقة"، في جامعة الأنطونيانوم في روما؛
2. التنسيق: تقوم الجمعية العامة بتنظيم إجتماعات دولية ولقاءات للمجلس الدولي وللجان التنشيط؛
3. الإتصال: مع الإدارة العامة؛
4. التعاون: مع أمناء السرّ الفرنسيسكان العامين ومع المنظمات المرتبطة بالعالم الفرنسيسكاني (مثل Franciscan International و Talitha Kumإلخ.).
حراسة الأراضي المقدسة ولجنة العدل والسلام والمحافظة على الخليقة. بالنسبة لحراسة الأراضي المقدسة، فإن منشط هذه الحركة لديها هو الأب جورجيو فينيا، المقيم في دير النزاع في الجسمانية. يشكل ثلاثة من الرهبان (هم: الأب جون لوك غريغوري والأب فراس حجازين والأب كارلوس سانتوس) اللجنة الخاصة بهذه الحركة في حراسة الأراضي المقدسة. من ناحيته، أوضح الأب جورجيو قائلاً: "علينا أن نُرسيَ هذه القيم في واقع حياة الأخويات، وعلى الإخوة أن ينقلوها بطريقة أخرى في المدارس والرعايا التابعة للحراسة". وفيما يختص بأوضاع الأرض المقدسة، أردف قائلاً: "العدالة تسبق السلام، ومن غير العدالة، يغدو السلام مستحيلاً. على العدالة أن تحترم حقوق الأشخاص. كما ويجب هنا أن نعمل كثيراً على ناحية العناية بالخليقة، وجمع النفايات والإقتصاد في إستخدام المياه، إلخ.".
من ناحيته، عبّر الأب فرانسوا ماري قائلاً: "أرغب أن أرى بعض المبادراة الملموسة في هذا الموضوع". وعلق الأخ سالم قائلاً: "إنها المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذه اللجنة، وهذه المواضيع تثير اهتمامي".
من ناحية أخرى، أوضح الأخ جيم كامبوس أن قيم العدل والسلام والمحافظة على الخليقة، هي ذاتها التي يشدد عليها البابا فرنسيس: "يتحدث البابا عن علم البيئة المتكاملة، لأنها عملية لا تهدف فقط إلى حماية النباتات والأشجار، بل الإنسان أيضاً. إن المشاكل البيئية مرتبطة بالظلم الإجتماعي". وبحسب الأب جيم، فإننا نجد في شخصية الأب الساروفي، القديس فرنسيس، جانباً من المهم تعلّمه: "إستطاع القديس فرنسيس أن يرى في كل شيء خليقة الله، لذلك، نحن جميعاً إخوة. هذا المفهوم عن الحياة، المرتبط بالروحانية الفرنسيسكانبة، كروحانية القديس بونافنتورا، يجعلنا ندرك أن بالإمكان الوصول إلى الله من خلال الخليقة".
في مساء اليوم نفسه، أُقيم لقاء جمع كلّاً من لجنة العدل والسلام والمحافظة على الخليقة في حراسة الأراضي المقدسة؛ وأمين سرّ التنشئة والدروس؛ وأمين سرّ الإرسالية والتبشير؛ ومنشط التنشئة الدائمة إضافة إلى معلّم الدروس. إنها الخطوة الأولى نحو البدء في عمل مشترك.
Beatrice Guarrera